responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الأصول المؤلف : الموسوي البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 167

فلنرجع الى المقصود و نقول:

[حديث المسح على بعض الرأس في رواية زرارة و المناقشة في جواب الشيخ الأعظم‌]

أما حديث المسح على بعض الرأس. فهو أيضا لا يعارض الأخبار السابقة الواردة في كلام الشيخ (قدّس سرّه) فان في قوله تعالى: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ‌ [1] قد أتى بحرف الجر مع انّ الفعل متعد و قد وقع الخلاف بين أهل العربية في ورود حرف الباء للتبعيض فانكره سيبويه و جماعة فهل ان قوله (عليه السلام): لمكان الباء. يفيد انّ الباء ورد لعدة معان لكن أريد منه معنى التبعيض في المقام؟ لو كان كذلك كان اللازم نصب القرينة.

و قد أفاد بعض المحققين ان وضع الباء ليس للتبعيض و لهذا قال (عليه السلام): لمكان الباء و لم يقل: للباء فيكون المعنى انّه قد أتى بحرف الجر- في الآية الشريفة- في مكان ليس بلازم و هذا يدل على انّ في المقام نوع ارتباط فإنّ الباء للالصاق و اذا تعلق الفعل بما بعده ظهر منه الاستيعاب، كأن يقال: امسحوا رءوسكم فيكون المسح على تمام الرأس لكن اذا ورد الباء الذي هو للالصاق و الربط فيكفي فيه أدنى ملابسة و ربط و هو المسح ببعض الرأس و لهذا قال سبحانه: امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ‌ و حينئذ يتم المعنى في الآية الشريفة حتى لو لم نقل بأن الباء للتبعيض. و الحال كذلك في اللغة الفارسية أيضا فإذا قال القائل (سرت را مسح كن) يظهر منه لزوم مسح تمام الرأس و اذا قال (بر سرت مسح كن) يظهر منه كفاية المسح على بعض الرأس.

فهذا هو الذي يتحصل من الآية الشريفة و لا يدل ذلك على حجية الظواهر كما يزعمه الشيخ الأعظم (قدّس سرّه) و تمسك بأن الامام (عليه السلام) أرجع زرارة الى ظاهر الآية.

بل يمكن ان يقال بأنّ الرواية تدل على العكس من ذلك فإنّ هذا المطلب المنطوى في الآية الشريفة كان عليه غطاء و قناع و قد كشفه الامام (عليه السلام) لزرارة و به تتم الحجة على العامة فإنّه مع انّ الميزان في كشف المراد من الآية هو قواعد العربية إلّا


[1] سورة المائدة: آية 6.

اسم الکتاب : بدائع الأصول المؤلف : الموسوي البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست