responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الأصول المؤلف : الموسوي البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 159

مورد اعتبار أصالة الحقيقة

هل اعتبار أصالة الحقيقة يختص بالمخاطب المقصود افهامه بالكلام أو هو مطلق فيشمل غير المقصود بالخطاب و كذا المعدومين و الغائبين؟

فنقول- إنّه قد لا يكون المقصود بالكلام افهام الحاضر المخاطب بخصوصه كما في الخطابات التصنيفية مثل ما ذكر الشيخ الأنصاري في أول مبحث القطع بقوله (اعلم ان المكلف اذا التفت الى حكم- الخ) فمن الواضح انه لم يقصد بقوله (اعلم) خصوص من حضر بحثه الشريف أو المراجع الى كتابه فقط لعدم لحاظ هذه الأمور و الحيثيات حين تصنيفه فلا ينبغي الريب في اعتبار هذه الخطابات و إلّا لسقطت عن الاعتبار بالكلية بل المقصود هو جميع الافراد بلا فرق بينهم و أوضح من ذلك؛ القرآن العظيم فإنّه من قسم الخطاب التصنيفي حيث انّه قد جاء به أمين الوحي من اللوح المحفوظ و لم يكن هناك أحد حتى يقصد بالخطاب و ما تلاه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و قرأه عليهم فانّه قراءة كلام اللّه سبحانه لا ان يكون خطاب شفاهي و توهم انّ القرآن خطاب شفاهي فلا يستوي فيه الحاضر و الغائب فاسد.

و أما الخطابات الشفاهية- فبما ان الملاك هو احراز المقتضي و الشك في المانع فيترتب آثار المقتضى و لا يعتنى باحتمال المانع فهذه الخطابات لا فرق فيها بالنسبة الى المقصود بالخطاب و غيره و ليس في البين شي‌ء إلّا احتمال وجود قرينة توجب الفرق بين الموجودين و المعدومين- و لكن هذا هو احتمال المانع و لا اعتناء به مع وجود العلم بالمقتضى و على ذلك قد جرت سيرة العقلاء فإذا أقرّ أحد في مجلس و استمع آخرون فلهم أن يشهدوا بما سمعوه.

اسم الکتاب : بدائع الأصول المؤلف : الموسوي البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست