اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 66
العسكري و عرّفتها قدره و علّمتها كيف تصل إليه [1] .. فأفاقت من هذا الحلم الذهبيّ الذي أخذ بمجامع قلبها و أنار طريق حياتها و خلع عليها بهجة و أملا عظيما، أفاقت لتتدبّر أمر وصولها إلى خاطبها العظيم كما علّمتها سيدتها الزهراء، و لتجعل الحلم حقيقة واقعة.. و هكذا كان.. و كان أن وصلت إلى بغداد مع السبايا، و عرض عليها من عرض فرفضت أن تباع لأحد حتى تلقّت فيما تلقّت رسالة الهادي عليه السّلام فعرفت صاحبها [2] ، و وافقت و أمرت النخّاس أن يجري البيع لصاحب الرسالة...
ثم وصلت إلى بيت أذن اللّه أن يرفع و يذكر فيه اسمه.
فابنها مولود، و موجود.. و كما أن من المستحيل على الناس أن يكونوا بلا سلطان زمنيّ يكونون في ظلّه أقرب إلى صلاح الأوضاع الدنيوية-كما هو شأن الممالك و الجمهوريات و الإمارات-فإن من المستحيل على اللّه تعالى أن يترك المكلّفين بلا سلطان دينيّ يعيشون في ظلّه و يكونون بوجوده أقرب إلى صلاح الحال و البعد عن الفساد كما قال أسلافنا الشرفاء و كما هو الحق. لأن الإمام يدأب على الدعاء إلى اللّه سبحانه و الاستغفار للعباد ليرفع عنهم البلاء، و ليعمّهم الخير و الرزق، و تشملهم الرحمة و الهدى، إلى جانب انتباه كل واحد من العباد أنه مطالب بالتمسك بالعقيدة و الإيمان، و بالسيرة الحسنة و بالتزام جادة الحق أمام إمام موجود، لأن اللّه تعالى يدعو كل أناس بإمامهم الذي كان قيّما على شؤونهم.. و قد روي عن الصادق عليه السّلام أن اللّه تعالى قال في معرض تعداد الأوصياء كما قرأ في لوح جدّته فاطمة عليها السّلام:
-ثم أكمل ذلك بابنه-أي بابن العسكريّ الذي كان قد ذكره بعد آبائه-رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، و بهاء عيسى، و صبر أيوب! [3] .
فالخيرة بذلك للّه.. و للّه وحده!. و المماحكة في هذا الموضوع كالقول: لم
[1] البحار ج 51 ص 6-10 و جامع الأخبار ص 23 و مثير الأحزان ص 291-295 تجد فيها تمام القصة.
[2] و قد كانت الرسالة باللغة الرومية. أنظر إلزام الناصب ص 92 و غيره من المصادر.