اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 63
السبعة. و كان ذلك عند بزوغ الفجر من صبيحة يوم الجمعة في النصف من شعبان سنة 255 هجرية.. و تناولته السيدة حكيمة، عمّة أبيه، بنت الإمام الجواد عليه السّلام و ناولته لأبيه، و كان مكتوبا على عضده بالنور: جاء الحق و زهق الباطل! [1] .
ذاك أنه سيحق الحقّ بثورته العالميّة و يزهق الباطل و يسحق الظالمين. و من العادة أن يكون مكتوبا على عضد الإمام عند ولادته: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً[2] ..
و قد جاء عن الإمام الرضا عليه السّلام قوله: -سقط من بطن أمه جاثيا على ركبتيه، رافعا سبّابته نحو السماء، ثم عطس فقال: ألحمد للّه رب العالمين، و صلّى اللّه على محمّد و آله، عبد ذاكر للّه، غير مستنكف و لا مستكبر. زعمت الظّلمة أن حجّة اللّه داحضة. و لو أذن لنا في الكلام لزال الشك [3] ..
(وروت السيدة حكيمة هذا الكلام بلفظه) : و كان يومئذ في مدينة قمّ منجّم يهوديّ مشهور، قصده أحمد بن إسحاق وكيل أبيه العسكريّ في قمّ و صاحبه الجليل و قال له: قد ولد مولود في وقت كذا، فاعمل له ميلادا و طالعا. فنظر اليهودي في الطالع و عمل عملا و قال لابن إسحاق: لست أرى النجوم تدلّني فيما يوجبه الحساب.. لا يكون هذا المولود إلاّ نبيّا أو وصيّ نبيّ. و إن النظر يدلني على أنه يملك الدنيا شرقا و غربا، و سهلا و جبلا، حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد إلاّ دان له و قال بولايته! [4] .
فقد ولد المهديّ أيها المتقوّلون، و وافق على ولادته الخاص و العامّ، و إن كانوا قد اختلفوا نظريّا في بقائه حيّا طويل العمر..
و إذا كان لم يولد، فلماذا بذل الخليفة العباسيّ جهده في البحث عنه ليقتله
[3] كشف الغمة ج 3 ص 288 و منتخب الأثر ص 341 و الغيبة للطوسي ص 147 عن الكاظم عليه السّلام و كذلك في البحار ج 51 ص 4 و إعلام الورى ص 395 و إلزام الناصب ص 100 و المحجة البيضاء ج 4 ص 245.