اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 420
مواضعه؟!. و لا في البلاد شيء أنكر من المعروف و لا أعرف من المنكر [1] .
(فقد جاء عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عن أوصيائه عليهم السّلام أن القرآن يستحب أن يتلى ترتيلا لا ترجيع فيه، و أن تكون اللّهجة فيه أقرب إلى الحزن و الخشوع.. و لو قرىء اليوم كذلك لرأيناه أبور ما يكون أمام تنغيم اللاّهين، و ترجيع المتغنّين به.. و القرآن معنا في هذا العصر، أوراقا مطبوعة، و صفحات مذهّبة، و جلدا أنيقا، و ليس معنا دستورا و أحكاما و دليل هدى و ترغيب و ترهيب، و صراط حق!. و مثله أهله الذين هم ناس في الناس بأبدانهم، و مع الناس في شبههم بهم، و لكنهم ليسوا معهم في عملهم و لا في سلوكهم.. ثم وصفنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقوله: )
-إذا بقي الدين بينكم لغطا بألسنتكم [2] !. (و يكاد يكون كما قال.
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: )
-إذا قست القلوب، و جمدت العيون و ثقل الذكر عليهم [3] .. (و قد جمدت العيون-كلّ العيون-عن أن تدمع من خشية اللّه، و ثقل القرآن على الناس لانشغالهم بما يشبع جشعهم إلى الدنيا، و لأنه يأمرهم بما لا يريدون، و ينهاهم عمّا يرغبون فيه و يبذلون المال و النفس و النّفيس بسبيله.. و قد روي عنه هذا الخبر هكذا: )
-.. و رأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه، و خفّ على الناس استماع الباطل [4] . (و كيف لا يكون ذلك كذلك و قراءة القرآن أصبحت تدلّ أول ما تدلّ على وجود جنازة أو ذكرى ميّت؟!. بينما يكون استماع الباطل خفيفا على الإنسان بما فيه من تسلية و لهو... ثم قال أخيرا: )
-و رأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر، و ترك