اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 408
و قد حدث أن اغتيل علماء كثيرون في لبنان و في العراق و في إيران أثناء السنوات الثلاث الأخيرة. فكأنّ الناس قد فرغوا من مشاكلهم على الأرض، و تفرّغوا لحرب اللّه تبارك و تعالى في عرشه، و حرب الدّعاة إليه، كأنّهم لا يرتضونه ربّا، و لا يرضون بالدّعاة إليه بين ظهرانيهم!. و لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يغفل وصف ما آل إليه أمرنا إذ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعدنا بذلك: )
-إنّ اللّه تعالى لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا و إنما ينزعه بقبض العلماء-أي موتهم-فتبقى ناس جهّال، يستفتون فيفتون برأيهم فيضلّون و يضلّون [1] .. (و قانا اللّه جميعا من أن نضلّ أو نضلّ!.
و لا أدري كيف يكون حال العلم بعد ذهاب المحقّقين و المدقّقين من العلماء الذين كانوا يقضون الأيام و الليالي في الدرس و التحصيل و البحث و التمحيص، فتركوا لنا هذا التراث الضخم الذي بدأت تتراكم عليه طبقات الغبار، و أخد يبلى في أدراج المكتبات، و أوشك أن تذهب به رياح المروق من الدّين فيطويه النسيان!. ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كأنّه يختتم و يحذّر: )
-لأنا من غير الدجّال أخوف عليكم من الدّجال!!!فقيل: و ما ذاك!؟ فقال: أئمّة مضلّون [2] !. (فهلاّ قرأ هذا الحديث أئمة هذا العصر، ليتجنّبوا الضلال و الإضلال؟!)
قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
(روي أنّه قال في ساعة تأمّل و شكوى مما تصير إليه أمور الإسلام: قصم ظهري رجلان: عالم متهتّك، و جاهلّ متنسّك!. هذا يفتي و يغيّر دين اللّه بتهتّكه، و هذا يضلّ الناس بتنسّكه!. و أنه عليه السّلام قال في وصف ما تؤول إليه حالة الدّين: )
-... و تبطل الأحكام، و يحبط الاسلام، و تظهر دولة الأشرار، و يحلّ الظلم بكل الأمصار [3] !. (و كل ذلك يا مولاي قد صار.. و قد ظهرت دولة الأشرار،