responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 40

جميعا قد حدّثوا غيرنا، و حدّثوهم عن زماننا، تماما كما خاطب القرآن الناس كل الناس في مختلف الأزمنة و الأمكنة، فمثل‌ لفظة: الدابّة، جاءت في القرآن الكريم لفظة: الأنعام، التي فهمها أهل الزمن القديم دوابّ نأكل من لحمها، و ننتفع بركوبها: كالغنم و المعز و البقر و الخيل و البغال و الحمير و غيرها. و لكن القرآن الكريم ذكرها و ذكر شيئا يلفت النظر إلى ما يشبهها و يقوم مقامها في مجال الركوب و النقل، مما يتيح لنا أن نفسّر الآيتين الكريمتين التاليتين تفسيرا جديدا، حيث قال اللّه تعالى:

وَ اَلْخَيْلَ -أي خلقها- وَ اَلْبِغََالَ وَ اَلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهََا وَ زِينَةً، وَ يَخْلُقُ مََا لاََ تَعْلَمُونَ، `وَ عَلَى اَللََّهِ قَصْدُ اَلسَّبِيلِ، وَ مِنْهََا جََائِرٌ، وَ لَوْ شََاءَ لَهَدََاكُمْ أَجْمَعِينَ [1] .

فما معنى: وَ يَخْلُقُ مََا لاََ تَعْلَمُونَ؟. و معنى: وَ عَلَى اَللََّهِ قَصْدُ اَلسَّبِيلِ؟. ثم ما معنى: وَ مِنْهََا جََائِرٌ؟. و أخيرا ما معنى: وَ لَوْ شََاءَ لَهَدََاكُمْ أَجْمَعِينَ في سياق الخلق و الكشف عمّا يخلق؟.

لقد هداني اللّه تعالى إلى تفسير هاتين الآيتين تفسيرا موضوعيا لم يتسنّ لمن سبقني إيراد مثله لتعذّر وسائل الشرح و الإيضاح. فقد قال تبارك و تعالى:

وَ يَخْلُقُ: أي يوجد بهدايته و قدرته ما لا تعلمون له اسما و لا رسما و لا شكلا من وسائل الركوب، كالسيارات و الطائرات بأنواعها، و كجميع وسائل النقل الحديثة التي يتوفّر بها قصد السّبيل‌

و قصد السبيل هنا، هو تقصير الطّرق و تسهيلها و تقريبها، و ذلك من قوله عزّ و جلّ: لَوْ كََانَ عَرَضاً قَرِيباً وَ سَفَراً قََاصِداً لاَتَّبَعُوكَ، وَ لََكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ اَلشُّقَّةُ [2] . يعني: لو كان سفر المنافقين معك قاصدا أي سهلا أي سهلا قريبا لنهضوا معك، و لكن بعدت عليهم المسافة و تصوروا المشقة و التعب.. و هو أيضا من قول أهل اللغة: قصد في الأمر: ضد أفرط، و قصد في سيره: مشى مستويا..

و لا يكون ذلك إلا بواسطة السرعة التي تقصّر و تسهّل و تمتاز بها وسائل النقل الحديثة أي-دوابّ و أنعام-هذا العصر التي إذا مشت على الأرض تدب على أربع ككل دابة.


[1] النحل-8/9.

[2] التوبة-42.

غ

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست