اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان الجزء : 1 صفحة : 210
بعضهم ببعض: النّجاة!. و أشرف الناس ينظرون و أمراؤهم يفكرون [1] .. (و قد روي مثله عن أمير المؤمنين و الصادق عليه السّلام.. و عبارة: في أقلّ مما يتمّ الرجل عينيه، تعني السرعة الفائقة. فقد يأتي اللّه تعالى بهم بالطريقة التي أحضر بها برخيا عرش بلقيس ملكة سبأ للنبيّ سليمان عليه السّلام إذا كان جمعهم بمعجزة، و إذا كان طبيعيّا فإننا في عصر وسائل سفر يدفعها الصاروخ فتقطع آلاف و آلاف الكيلومترات بأقل مما يرتد البصر..
أو تعجب من أمر اللّه يا قارئي الكريم، و تدهش من الخطف في السحاب، و الحمل على الفرش، و النّقل بأقلّ مما يرتدّ الطّرف؟
لا تعجب.. فإن في عينك نفسها ما هو أدهش و أغرب.. فهي الحاسّة الأكثر ضعفا.. و فيها أصغر جهاز يختطف صورة الأشياء من مرمى النظر بجزء يسير من الثانية.. و يسترق جمال المنظر قرب أم نأى.. تفتح الأهداب: فإذا الشيء البعيد عنك ملايين الكيلومترات-كالشمس و القمر و بقية الكواكب-متمثّلا في ذهنك.. بين يديك.. حاضرا منظورا!!!
و أذنك تختطف الصوت من جانبك.. و من بعد آلاف الكيلومترات بالهاتف.. و من ملايين الكيلومترات باللاسلكي!!!.
أمّا ذهنك فله و ثبات.. و له لقطات من السماء و الأرض، و من اللانهاية بجزء الجزء من الثانية..
أفلا يتفكّرون في أنفسهم.. ما خلق اللّه هذا باطلا.. و لا قال رسله شيئا من الباطل!... ثم وصف صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جهات سفرهم و أمكنة وجودهم فقال: )