responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 167

و نعلم أنها حق لا ريب فيه قد اقترب موعده، و كلّنا في ظلال عهده الميمون الذي يخلّص البشرية من الظلم الجاثم في أقطار الأرض.. و نحن لا نوقّت و لا نعيّن، و لكن بوادر الفرج تتلألأ في مطاوي الأجواء، و قد قال إمامنا الصادق عليه السّلام كما قال آباؤه: )

-إن من وقّت لمهديّنا فقد شارك اللّه في علمه، و ادّعى أنه ظهر على سرّه..

و ما للّه من سر إلاّ و قد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن اللّه، الراغب عن أولياء اللّه!. و ما للّه من خبر إلاّ و هم أخصّ به لسرّه و هو عندهم. و إنما ألقى اللّه إليهم ليكون حجّة عليهم‌ [1] ..

(و تتجلّى في قوله هذا السخرية المهذّبة من أولئك الذين يريدون أن يشاركوا اللّه في علمه. و حقّ لمثل أبي عبد اللّه أن يستهزى‌ء من الذين يتركون قول اللّه و ينصرفون إلى قول المنجّمين و الأفّاكين و يدخلون البيوت من غير أبوابها..

و قد دخل عليه جماعة من أصحابه يوما فوجدوه جالسا يبكي بوله و هو يقول: )

-سيّدي، غيبتك نفت رقادي، و ضيّعت عليّ مهادي، و ابتزّت منّي راحة فؤادي!.

سيّدي، غيبتك وصلت مصابي بفجائع الأبد!. و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد!. فما أحسّ بدمعة ترقأ في عيني، و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و صنوف البلايا، إلاّ لقيني غوائل أعظمها و أقطعها، و بوائق أشدّها و أنكرها، و نوائب مخلوطة بغضبك، و نوازل مجبولة بسخطك!!!

فقال له واحد منهم: يا سيّدي، لا أبكى اللّه ما بين الورى عينك من آية تسترقّ دمعتك و تستمطر عبرتك!. و أيّ حالة حسّنت عليك هذا المأتم؟!. فزفر زفرة انتفخ منها جوفه، و اشتد عنها خوفه و قال:

-ويلكم.. نظرت في كتاب الجفر، صبيحة هذا اليوم، و تأملت مولودا غائبا، و غيبته و إبطاءه، و طول عمره، و بلوى المؤمنين في ذلك الزمان، و تولّد الشك


[1] البحار ج 53 ص 3 و بشارة الإسلام ص 265 و إلزام الناصب ص 30 و ص 214-215.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست