responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 147

إلى عثيالة التلال و الرمال، و جنّبني صرائم الأرض، ينتظر لي الغاية التي عندها يحل الأمر و ينجلي الهلع‌ [1] .. (و عثيالة التلال: الجبال التي فيها ضباع و وحوش، و صرائم الأرض: المفاوز التي لا نبات فيها..

و هكذا فإن الناس قد يرون غيبته كطول عمره: من خوارق العادة، هل أكثر من ذلك؟!

ناهيك عما يرونه في جوانب الغيبة من استحالة الحياة بهذا الطول المديد!!!

و لكن ما أكثر الخوارق التي نتحدّث عنها و نسلّم بها لأنها تقع تحت حسّنا، أو لأنها احتوتها بطون الكتب مرويّة عن علماء أو باحثين أو فلاسفة كما ذكرنا سابقا مع أن تصوّرها صعب، كملايين و ملايين السنين التي سمعنا ذكرها.. فما بال صدور الناس تتسع لقول هؤلاء العلماء، و تضيق بقول علماء السماء حين يحدّثونهم عن خارقة هي حق؟!. و هل هي لا تصح، في مذاهب من ينفرون بطبيعتهم من الحق لصعوبة الإلتزام به؟!!.

و على كل حال، إننا و كثيرون من الناس-حتى الذين تعقّبوه ليقتلوه-في يقين من ولادته تاريخيّا و واقعا.. و نحن و إيّاهم-ذاتهم-في يقين من أنه لم يمت تاريخيّا.. فهو-إذا-مولود، حيّ، برغم نفور بعض الأذهان من تقبّل غيبته و طول عمره.. و هو-على هذا-يتمتع بعمر طويل كما جرت سنّة اللّه بذلك في المؤمنين و الكافرين.. و هو مستتر عن أبصارنا استتار ذكره عن قلوب أعدائه..

و نعود فنقول‌: إن أم إبراهيم عليه السّلام ولدت إبراهيم خفية، و غيّبته في غار بعيد و كان من أمره ما كان.. كما أن أم موسى عليه السّلام ولدت موسى خفية و امتثلت ما أوحي إليها من وضعه في تابوت من سعيفات النّخل على صفحة مياه النيل، ليلتقطه عدوّه فرعون، و ينسى ذكره، و يربّيه في حضن أمه نفسها بعد أن حرّم اللّه عليه المراضع، فحمّلها فرعون مسؤولية السهر على سلامة الطفل و حفظه، و كان من أمره ما كان!.

أفلا يصح في مولد صاحب الزمان عليه السّلام ما صح في مولد إبراهيم و موسى من بعده؟!بلى.. و ليست قصته بأعجب من غيرها إذا رؤيت بمنظار الفكر المنصف


[1] البحار ج 52 ص 34-35.

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست