responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 127

عيسى و الخضر عليهما السّلام حيّين‌ [1] ، و بقاء إبليس اللعين منظرا منذ نفخ الروح في آدم إلى يوم يبعثون.. و لو حسبنا عمر الخضر منذ أيام موسى عليه السّلام حتى يومنا هذا لرأيناه يدور في فلك الستة آلاف سنة، كما ذكرنا سابقا، و سيبقى مع ذلك ما بقيت دنيا الظالمين.. أفليس معقولا أن تقتضي إرادة اللّه بقاء المهدي عليه السّلام إلى آخر الزمان، أي أقل من الخضر بما ينيف على الأربعة آلاف و خمسمئة سنة؟!!.

و لماذا لا نرضى حلاّ لمثل هذه العقدة لوليّ من أولياء اللّه المخلصين، و نرتضيها لغيره من المخلوقين؟فلو أنّ نوحا عليه السّلام كان من مواليد عهد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لكان اليوم في مقتبل عمره و ريعان شبابه، و لكنّا نقول مثلا: هذا أمر خارق للطبيعة المألوفة لدينا، ثم نتعجّب منه.. فلنقل: إنّ أمر المهدي عليه السّلام خارق للطبيعة المألوفة لدى قصيري الأعمار أمثال أهل زماننا!. ولنتعجّب منه دون أن ننكره لأنه في إطار الإمكان.. و لو لا سوء ظنّ الناس باللّه و بقدرته، و عدم تصديقهم به بادى‌ء بدء، لما استغرب أحد طول عمر المهديّ عليه السّلام. لأن من قدر على خلق الإنسان من نطفة قذرة كدرة، لا يعجز عن إبقائه بعد إيجاده.. و قد نبّهنا اللّه تعالى إلى إمكان ذلك حين حكى قصة يونس عليه السّلام بعد أن ابتلعه الحوت في البحر، فقال:

فَلَوْ لاََ أَنَّهُ كََانَ مِنَ اَلْمُسَبِّحِينَ، `لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى‌ََ يَوْمِ يُبْعَثُونَ [2] ، و هذا يعني أنه حين يقدر أن يقاصّ يونس فيطيل عمره إلى يوم البعث، يطيل عمر الحوت أيضا ليبقى يونس في بطنه حيّا محتجزا، في ظروف غير ملائمة لبقاء الحيّ-أيها العقلاء- مما يشكّل معجزة تفوق التصوّر. على أننا لا نعرف كيف خرج يونس من بطن الحوت حيّا حتى و لو كان لبثه في بطنه دقائق معدودة دون تنفس و لا هواء صالح للحياة!!! فأحر بمهديّنا عليه السّلام أن يعيش حرّا طليقا غير محتجز في بطن حوت و لا في قعر بحر، بل محجوبا عن عقول عشّش فيها الشكّ فلا تريد أن تستوعب قضيته لا بالطول و لا بالعرض!!!


[1] أنظر ينابيع المودة ج 3 ص 136 و نور الأبصار ص 168 نقلا عن البيان، و غيرهما من المصادر لترى بحوثا إضافية بهذا المعنى.

[2] الصافات-143-144.

غ

اسم الکتاب : يوم الخلاص في ظل القائم المهدي عليه السلام المؤلف : كامل سليمان    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست