علماء التاريخ الطبيعي بين العرب، و تقوم طريقة القزويني على الرصف على الخصوص، كما صنع بوفون بعده» [1].
و في علم «الفيزياء» قدم لنا القزويني في كتابه معلومات مهمة في خواص الشمس و أصول الرياح و الرعد و البرق و غيرها [2]. و يقدم لنا مؤرخ العلوم «فيدمان» في مجموعة من المقالات تحليلا لعدد من المسائل التي عالجها القزويني في مجال هذا العلم [3].
و نجد للقزويني آراء في «علم النفس» تكلم فيها عن القوى العقلية و القوى المدركة و عن تفاوت الناس في الذكاء و غيرها [4]. و قد قام «تيشنرtaeschner بترجمة هذه الآراء [5].
نستنتج مما تقدم أن أهل واسط كانوا يعنون بالعلوم الدينية و اللغوية أكثر من عنايتهم بالعلوم الأخرى، و إن الدين كان هو نقطة البدء في كل نشاط عقلي، و يرجع السبب في ذلك إلى اهتمام العلماء في العالم الإسلامي بالعلوم الدينية في هذه الفترة فصار اتجاه الثقافة اتجاها دينيا و ترتب على ذلك حرصهم على دراسة علوم العربية لأنها خير أداة لفهم الدين.
6- الصلات العلمية بين واسط و العالم الإسلامي:
نظرا لمكانة واسط العلمية فقد قصدها عدد من العلماء و القراء و المحدّثين و الفقهاء و الأدباء من شتى أنحاء العالم الإسلامي للقاء مشايخها