و ظل هذا الفقيه يدرّس بها حتى وفاته [1]. و قد تتلمذ عليه جماعة كبيرة من الفقهاء و تخرجوا به [2]. و يظهر أن نشاط هذه المدرسة قد تضاءل و أنها أهملت بعد وفاة مؤسسها حيث لم تعد تحظ بإشارات المؤرخين بعد ذلك.
مدرسة ابن القارىء:
و هي من مدارس الشافعية، انشأها الشيخ أبو الفضل علي الواسطي المعروف بابن القارىء القرشي الشافعي (ت 539 ه/ 1144 م) [3] ثم تولى التدريس فيها [4] و كانت مناهج الدراسة في هذه المدرسة تقوم على تعليم العلوم الدينية [5].
و من الذين درسوا فيها الشيخ أبو العباس أحمد بن علي الرفاعي الفقيه الشافعي (ت 578 ه/ 1182 م) [6] صاحب كتاب «أهل الحقيقة مع اللّه» الذي كان «من أجلّ مشايخ العراق» [7].
و يبدو أن مدة الدراسة في هذه المدرسة لم تكن محددة فقد ذكر ابن الساعي أن الرفاعي مكث في هذه المدرسة يتلقى العلوم عشرين سنة [8].
لا نعلم كم بقيت هذه المدرسة بعد وفاة مؤسسها، كما أننا لم نجد في المصادر المتيسرة لدينا من مدرسي هذه المدرسة سواه.