و ابن الدبيثي و ابن النجار. إلا أن أهمية هذا المصدر ترجع إلى أنه أمدّنا بمعلومات نكاد لا نجدها في سواه من المصادر، فقد انفرد بذكر القراءات التي اعتمدها القراء بواسط، و بعض الكتب التي صنفت في علم القراءات، كما حفظ لنا الأخبار التي لم تصل إلينا من الأجزاء التي فقدت من كتاب ابن الدبيثي و ابن النجار.
و من المصادر التي اعتمدناها في هذه الدراسة مخطوطة «إكمال الإكمال» لابن نقطة (ت 629 ه/ 1231 م) و هي محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني بلندن، و لها نسخة مصورة عن مخطوطة لندن محفوظة في المكتبة المركزية بجامعة بغداد. و هي في تراجم العلماء و القراء و المحدثين و الفقهاء و الأدباء، مرتبة على حروف المعجم، و تحوي تراجم لعدد من رجال واسط، و المخطوطة ذات فائدة كبيرة حيث أمدتنا بمعلومات قيمة عن العلوم الدينية بواسط و عن الصلات العلمية بينها و بين العالم الإسلامي، و أشهر البيوتات العلمية. و مما يزيد في قيمة المعلومات التي أوردها ابن نقطة هو أن هذا المؤرخ كان قد زار واسطا مرتين و التقى كبار المحدثين فيها و سمع الحديث و كتبه ورواه عن عدد منهم. أما كتابه الآخر «التقييد لمعرفة رواة السنن و المسانيد» فهو مخطوطة محفوظة في مكتبة المتحف البريطاني بلندن، و هي في تراجم المحدثين مرتبة على حروف المعجم و تحوي تراجم لعدد من كبار المحدثين بواسط، و قد زودتنا بمعلومات مفيدة عن علم الحديث، و أشهر البيوتات العلمية بواسط. و الصلات العلمية بين واسط و العالم الإسلامي.
و رجعنا أيضا إلى كتاب «التكملة لوفيات النقلة» للمنذري (ت 656 ه/ 1258 م) و هو مرتب على سني الوفاة، يبدأ بوفيات سنة 582 ه/ 1186 م و ينتهي بوفيات سنة 642 ه/ 1244 م و يورد هذا الكتاب مجموعة من التراجم لعلماء و قراء و محدّثين و فقهاء من أهل واسط. و على الرغم من أن المعلومات التي قدمها عن هذه المدينة هي مختصرة و أنه نقلها من مخطوطة