استمرار هذه المؤسسة الإدارية، إلا أن هذه المصادر لم تمدنا بأية معلومات عن واجبات المحتسب. و لكن يمكن القول إنه ظهرت في المجتمع الإسلامي كتب تناولت الحسبة بصورة مفصلة فبحثت في شروط المحتسب و واجباته و أعوانه [1]. و الراجح أن واجبات المحتسب في المدن التي ألفت فيها هذه الكتب لا تختلف بصورة أساسية عن واجباته في مدينة واسط و ذلك لأن واجبات المحتسب كانت متشابهة إلى حدّ كبير في كل جزء من أجزاء المجتمع الإسلامي [2].
لقد أشارت كتب الحسبة هذه أن من واجبات المحتسب تفقد أحوال أهل السوق و مراقبة الموازين و المكاييل و المقاييس، نظرا لتعددها في الأقليم الإسلامية، و ذلك للتأكد من صحتها [3] و مراقبة أصحاب الحرف و الأصناف و أرباب الصنائع [4] و الحيلولة دون وقوع الغش أو التدليس في المبيعات [5]. و كان عليه مراقبة عمل الدلالين في الأسواق و «يقرّ منهم الأمناء و يمنع الخونة» [6].
و يلزم المحتسب الخبازين بنظافة أفرانهم و ملاحظة أوزان الخبز
[1] منها: الأحكام السلطانية، و الرتبة في طلب الحسبة للماوردي، و معالم القربة في أحكام الحسبة لابن الأخوة، و نهاية الرتبة في طلب الحسبة لابن بسام، و نهاية الرتبة في طلب الحسبة للشيرزي، و الحسبة في الإسلام لابن تيمية.
[2] د. حسام السامرائي، المؤسسات الإدارية في الدولة العباسية، 316.
[3] الماوردي، الأحكام السلطانية، 254. الشيرزي، نهاية الرتبة، 15، 19. ابن الأخوة، معالم القربة، 83، 84، 219. الشيرزي، نهاية الرتبة، 27، 182.
[4] الماوردي، الأحكام السلطانية، 254- 256. الرتبة في طلب الحسبة (مخطوطة) ورقة 78 ب. الشيرزي، نهاية الرتبة، 67، 72، 73. ابن الأخوة، معالم القربة، 141، 149. ابن بسام، نهاية الرتبة، 106.