العراقي في العصور الإسلامية كانت تستلزم إعادة النظر في التقسيمات القديمة لكي تلائم هذه التطورات. و أن التقسيمات الجديدة كانت قد أخذت بنظر الاعتبار المراكز الحضارية الإسلامية الجديدة التي أخذت تلعب دورا مهما في الحياة آنذاك [1].
يظهر مما جاء في المصادر أن ولاية واسط في فترة دراستنا كانت مقسمة إلى خمسة مناطق إدارية يقال لها: «أعمال» [2]، و تضم كل منطقة منها مجموعة من المدن و القرى [3]. و هذه الأعمال هي: أعمال الصلح، و أعمال واسط، و أعمال الصينية، و أعمال الغراف، و أعمال الشرطة.
و مما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه التقسيمات على الأرجح لم تكن ثابتة طيلة هذه الفترة، و إنما جرت عليها تغييرات، إما بسبب التغييرات التي جرت على نظام الأراضي و جباية الضرائب في هذه المنطقة [4]، أو بسبب تعرض مراكز الاستيطان إلى تبدلات كثيرة، فالأرض مستوية و رخوة و خالية
[1] صالح أحمد العلي، منطقة واسط، مجلة سومر، م 26، 1970، ص 241، 242.
و يسميها ياقوت «كورة». معجم البلدان، 3/ 421، 4/ 190.
[3] إن التقسيمات الإدارية التي أطلقها البلدانيون على منطقة واسط في فترة دراستنا لم تكن واضحة تماما و إن ما جاء عند المقدسي هو أقدم ما وصلنا عنها، فقد أشار هذا المصدر أن منطقة واسط كورة قصبتها واسط، و هذه الكورة مقسمة إلى نواح، في كل ناحية عدد من المدن، و كل مدينة من هذه المدن يرتبط بها عدد من القرى. أحسن التقاسيم، 47، 48، 114، 118.
أما ياقوت فيفهم من كلامه عن هذه المنطقة أنها كانت مقسمة إلى كور (أعمال) و كل كورة تضم عددا من النواحي، أما مدن المنطقة و قراها فقد أطلق عليها الاصطلاحات التالية: قصبة، مدينة، بلدة، بليدة، قرية. معجم البلدان 1/ 232، 318، 3/ 404، 421، 440، 4/ 190، 341، 5/ 34.
و سبب هذا الاختلاف يرجع بلا شك إلى التبدلات الإدارية التي حدثت في هذه المنطقة.