responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة(ع) المؤلف : الطبري الصغير، محمد بن جرير    الجزء : 1  صفحة : 12

الإتيان بمثله، أو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدّي، أو هي التي يعجز البشر عن أن يأتوا بمثلها، لا إمكانا و لا وقوعا.

و قيد: «لا إمكانا و لا وقوعا»، لإخراج ما يعجز عنه البشر اليوم، و يتمكّن منه غدا، كما في التطوّر الحاصل في الاكتشافات التكنلوجيّة و العلميّة و في كلّ حقول العلوم، كالاكتشافات الذرّيّة مثلا، فالبشر قبل مائة سنة عاجزون عن صناعة القنبلة الذرّيّة، لكنّهم في خمسينيات القرن الماضي، استطاعوا صناعة القنبلة، و العجز هنا عجز وقوع لا عجز إمكان، أمّا مثل إحياء الموتى فالبشر عموما- إلّا من أذن له اللّه عزّ و جلّ- عاجزون وقوعا: لا يتمكّنون من ذلك في كلّ حين، اليوم و بالأمس و في المستقبل.

و في الشرع و الاصطلاح عرّفها لنا قطب الدين الراونديّ فقال: هو كلّ حادث من فعل اللّه أو بأمره أو تمكينه ناقض لعادة الناس في زمان تكليف مطابق لدعوته أو ما يجري مجراه‌ [1].

و عرّفها السيّد الخوئي (رحمه الله): أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهيّة بما يخرق نواميس الطبيعة و يعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه، و إنّما يكون المعجز شاهدا على صدق ذلك المدّعي إذا أمكن أن يكون صادقا في تلك الدعوى و أمّا إذا امتنع صدقه في دعواه بحكم العقل، أو بحكم النقل الثابت عن نبيّ أو إمام معلوم العصمة، فلا يكون ذلك شاهدا على الصدق و لا يسمّى معجزا في الاصطلاح و إن عجز البشر عن أمثاله.

مثال الأول: ما إذا ادّعى أحد أنّه إله، فإنّ هذه الدعوى يستحيل أن تكون صادقة بحكم العقل، للبراهين الصحيحة الدالّة على استحالة ذلك.


[1] انظر الخرائج و الجرائح 3: 974.

اسم الکتاب : نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة(ع) المؤلف : الطبري الصغير، محمد بن جرير    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست