اسم الکتاب : نوادر المعجزات في مناقب الأئمة الهداة(ع) المؤلف : الطبري الصغير، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 10
و بعض منها لم يدركها الآن و ربّما يدركها مستقبلا، أو في زمان ظهور صاحب الأمر و الزمان (عليه السلام) [1].
و البعض الآخر لم و لن يدركها، و تبقى طيّا في حكمة الخالق جلّ و عزّ، و هي التي خصّ بها أنبياءه و رسله و أئمة الدين الهداة المعصومين عليهم أفضل الصلوات و التحيّات ألا و هي المعجزة، و التي ألفت إليها البشر منذ مجيء الأنبياء و الرسل (عليهم السلام) و أوصيائهم الكرام.
و إنّنا نلاحظ و من خلال ما قصّه علينا القرآن الكريم و ما ينقله لنا التاريخ، أنّ كلّ مجتمع يتواجد فيه نبيّ أو وصيّ نبيّ فإنّ الناس يطلبون منه أن يريهم بعض المعجزات و خوارق العادات- و لا يكتفون بواحدة أو باثنتين أو ..، كما حدث في بني إسرائيل، إمّا شرطا لتصديقه و الإيمان به، كقولهم: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً[2] أو للاطمئنان القلبي، كما ستشاهده في بعض روايات كتابنا هذا، أو تفكّها «تبطّرا»، كما حدث لقوم عيسى (عليه السلام) عند ما قالوا له: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ[3].
هذا و إنّ هناك معجزات أخرى ليست ضمن تقسيمنا هذا و نذكر منها:
1- معجزات اضطراريّة: كمعجزة موسى (عليه السلام) عند فلقه البحر و ذلك لنجاة قومه
[1] جاء في رواية رواها موسى بن عمر، عن ابن محبوب، عن صالح بن حمزة، عن أبان، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: العلم سبعة و عشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة و العشرين حرفا فبثّها في الناس، و ضمّ إليها الحرفين، حتّى يبثها سبعة و عشرين حرفا. (انظر الخرائج و الجرائح 2: 841/ 59، و عنه في بحار الأنوار 52: 336/ 73، و اوردها الحسن بن سليمان في مختصر بصائر الدرجات: 117).