responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 89

إلى من سقط و يمضي، فلما دخل شريك الكوفة نزل على هاني بن عروة و كان يحث هانئا على تقوية أمر مسلم و تمشيته.

فمرض شريك و كان كريما على ابن زياد و على غيره من الأمراء، فأرسل إليه عبيد اللّه إني رائح إليك العشية، فقال لمسلم: ان هذا الفاجر عائدي العشية فإذا جلس أخرج إليه فاقتله ثم اقعد في القصر ليس أحد يحول بينك و بينه، فإن برأت من وجعي سرت إلى البصرة حتى أكفيك أمرها.

فلما كان من العشي أقبل ابن زياد لعيادة شريك بن الأعور فقال لمسلم: لا يفوتنك الرجل إذا جلس. فقام إليه هانئ فقال: إني لا أحب أن يقتل في داري كأنه استقبح ذلك. فجاءه عبيد اللّه بن زياد فدخل و جلس و سأل شريكا: ما الذي تجد و متى اشتكيت؟ فلما طال سؤاله إياه و رأى أن أحدا لا يخرج خشي أن يفوته، فأخذ يقول:

ما الانتظار بسلمى أن تحيوها * * * حيوا سليمى‌ [1]و حيوا من يحييها

كأس المنية بالتعجيل اسقوها

فقال مرتين أو ثلاثة، فقال عبيد اللّه و هو لا يفطن ما شأنه: أ ترونه يهجر.

فقال له هانئ: نعم أصلحك‌ [2] اللّه ما زال هكذا قبل غيابة الشمس إلى ساعتك هذه ثم إنه قام فانصرف‌ [3].

و قيل: إنه جاء عبيد اللّه مع مولاه مهران‌ [4] و قد قال شريك لمسلم: إذا


[1] في الأصل: سليما.

[2] و في روضة الصفا: فلما أتى ابن زياد لعيادة شريك سل سيفه و هم بأن يدخل على ابن زياد و يقتله فمنعه هانئ و ناشده أن لا يقتل ابن زياد في داره و قال: في الدار نساء و أطفال كثيرة و أخاف إن يقتل فيها أن تقطع قلوبهم من الخوف- الخ «منه».

[3] مقاتل الطالبيين: 98، الكامل 4/ 26.

[4] مهران بكسر الميم مولى زياد و كان يحبه عبيد اللّه بن زياد حبا شديدا بحيث حكى أنه لما قتل إبراهيم بن الأشتر عبيد اللّه بن زياد و اجتز رأسه و استوقدوا عامة الليل بجسده نظر إليه مهران فحلف أن لا يأكل شحما أبدا. كذا عن أمالي الشيخ الطوسي قده «منه».

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست