responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 53

خمس سنين و قال له: يا قرة عيني أي لون تريد حلتك؟ فقال الحسين: يا جد أريدها حمراء، ففركها النبي (صلى الله عليه و آله) بيده في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الأحمر، فلبسها الحسين (عليه السلام) فسر النبي (صلى الله عليه و آله) بذلك و توجه الحسن و الحسين (عليهما السلام) إلى أمهما فرحين مسرورين. فبكى جبرئيل لما شاهد تلك الحال، فقال النبي (صلى الله عليه و آله): يا أخي جبرئيل في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي و تحزن، فباللّه عليك إلا ما أخبرتني. فقال جبرئيل: اعلم يا رسول اللّه أن اختيار ابنيك على اختلاف اللون، فلا بد للحسن أن يسقوه السم و يخضر لون جسده من عظم السم، و لا بد للحسين أن يقتلوه و يذبحوه و يخضب بدنه من دمه. فبكى النبي (صلى الله عليه و آله) و زاد حزنه لذلك‌ [1].

الحديث الثاني و الثلاثون:

و بالسند المتصل إلى الشيخ الصدوق «ره» عن ابن عباس قال: كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في خروجه إلى صفين، فلما نزل بنينوى- و هو بشط الفرات- قال بأعلى صوته: يا بن عباس أ تعرف هذا الموضوع؟ قلت له: ما أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي.

قال: فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته و سالت الدموع على صدره، و بكينا معا و هو يقول: أوه أوه ما لي و لآل أبي سفيان؟ ما لي و لآل حرب حزب الشيطان و أولياء الكفر؟ صبرا يا أبا عبد اللّه، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم.

ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة، فصلى ما شاء اللّه أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الأول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته و كلامه ساعة، ثم انتبه فقال: يا ابن عباس. فقلت: ها أنا ذا. فقال: أ لا أحدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟

فقلت: نامت عيناك و رأيت خيرا يا أمير المؤمنين. قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض قد تقلدوا سيوفهم و هي بيض تلمع و قد خطوا حول‌


[1] البحار ج 44 ص 245.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست