responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 252

أصحاب له يسوقون نافعا حتى أوتي به عمر بن سعد، فقال له عمر بن سعد:

ويحك ما حملك على ما صنعت بنفسك؟ قال: إن ربي يعلم ما أردت. قال:

و الدماء تسيل على لحيته و هو يقول: و اللّه لقد قتلت منكم اثني عشر سوى من جرحت و ما ألوم نفسي على الجهد و لو بقيت لي عضد و ساعد ما أسرتموني.

فقال له شمر: اقتله أصلحك اللّه. قال: أنت جئت به فإن شئت فاقتله.

قال: فانتضى شمر سيفه، فقال له نافع: أما و اللّه إن لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقى اللّه بدمائنا، فالحمد للّه الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه فقتله. قال: ثم أقبل شمر يحمل عليهم و هو يقول:

خلوا عداة اللّه خلوا عن شمر * * * يضربهم بسيفه و لا يفر

و هو لكم صاب‌ [1]و سم و مقر [2]

(مقتل عبد اللّه و عبد الرحمن الغفاريين)

قال: فلما رأى أصحاب الحسين (عليه السلام) أنهم قد كثروا و أنهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسينا و لا أنفسهم تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه، فجاءه عبد اللّه و عبد الرحمن ابنا عزرة (عروة خ ل) الغفاريان فقالا: يا أبا عبد اللّه عليك السلام حازنا [3] العدو إليك فأحببنا أن نقتل بين يديك نمنعك و ندفع عنك. قال:

مرحبا بكما ادنوا مني. فدنوا منه فجعلا يقاتلان قريبا منه و أحدهما [4] يقول:

قد علمت حقا بنو غفار * * * و خندف بعد بني نزار

لنضر بن معشر الفجار * * * بكل عضب صارم بتار

يا قوم ذودوا عن بني الأحرار * * * بالمشرفي و القنا الخطار [5]


[1] البحار 45/ 27.

[2] تاريخ الطبري 7/ 351، الكامل 4/ 71- 72.

[3] حازنا بالحاء المهملة من الحيازة أي استولى و أحاط علينا العدو، و يمكن أن يكون بالجيم.

[4] و هو عبد الرحمن «منه».

[5] تاريخ الطبري 7/ 351- 352.

اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست