اسم الکتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 231
قال: فقال له الحسين (عليه السلام): فاصنع رحمك اللّه ما بدا لك.
فاستقدم أمام الحسين (عليه السلام) فقال: يا أهل الكوفة لأمكم الهبل و الغير (العبر خ ل)، دعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا أتاكم أسلمتموه و زعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه أمسكتم بنفسه و أخذتم بكظمه و أحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد اللّه العريضة (الطويلة خ ل) فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا و لا يدفع عنها ضرا، و حلأتموه و نساءه و صبيته و أهله عن ماء الفرات الجاري، يشربه اليهود و النصارى و المجوس و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابه و ها هم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمدا (صلى الله عليه و آله) في ذريته لا اسقاكم اللّه يوم الظماء. فحمل عليه رجال يرمون بالنبل فأقبل حتى وقف أمام الحسين (عليه السلام) [1].
و ذكر السبط في التذكرة بعد نداء الحسين (عليه السلام) شبث بن ربعي و حجارا و قيس بن الأشعث و زيد بن الحرث: أ لم تكتبوا إلي؟ و قولهم: ما ندري ما تقول. قال: و كان الحر بن يزيد اليربوعي من ساداتهم، فقال له: بلى و اللّه لقد كاتبناك و نحن الذين أقدمناك فأبعد اللّه الباطل و أهله، و اللّه لا أختار الدنيا على الآخرة. ثم ضرب رأس فرسه و دخل في عسكر الحسين (عليه السلام)، فقال له الحسين: أهلا و سهلا أنت و اللّه الحر في الدنيا و الآخرة- انتهى [2].
و روي [3] أنه قال للحسين (عليه السلام): لما وجهني عبيد اللّه إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي أبشر يا حر بخير، فالتفت فلم أر أحدا فقلت: و اللّه ما هذه بشارة و أنا أسير إلى الحسين و ما أحدث نفسي باتباعك. فقال (عليه السلام):
- يديك لعلي أكون ممن يصافح جدك محمدا (صلى الله عليه و آله) غدا في القيامة. ثم قال السيد: إنما أراد أول قتيل من الآن لأن جماعة قتلوا قبله كما ورد فأذن له «منه» اللهوف ص 92- 91.