و اعلم أنّ أوّل حالة ظهر فيها الكلام و شاع بين الناس في هذه الشريعة، هو أنّ جماعة ظهر منهم القول بإضافة معاصي العباد إلى اللّه سبحانه، و كان الحسن ابن أبي الحسن البصري [1] ممّن نفى ذلك، وافقه في زمانه جماعة و خلق كثير من العلماء كلّهم ينكرون أن تكون معاصي العباد من اللّه، منهم معبد الجهني [2] و أبو الأسود الدؤلي [3] و مطرف بن عبد اللّه [4] و وهب بن منبه [5] و قتادة [6] .
[1] أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصرى، مولى زيد بن ثابت الانصارى، كان الحسن أحد الزهاد الثمانية، و كان يلقى الناس بما يهوون و يتصنع للرئاسة، و كان رئيس القدرية، ولد سنة 21 و توفي في رجب سنة 110 هـ (الاعلام للزركلي، 2: 226) .
[2] معبد بن عبد اللّه بن عويم الجهني البصرى، أول من قال بالقدر في البصرة، و حضر يوم التحكيم و انتقل من البصرة إلى المدينة فنشر فيها مذهب، خرج مع ابن الاشعث على الحجاج فجرح فأقام بمكة، فقتله الحجاج بعد أن عذبه، و قيل صلبه عبد الملك بن مروان بدمشق، و ذلك في سنة 80 هـ) الإعلام للزركلى: 8/177) .
[3] اسمه ظالم بن عمرو أو ظالم بن ظالم، كان من السادات التابعين و أعيانهم و من شعراء الاسلام الفضلاء الفصحاء، ابتكر النحو باشارة امير المؤمنين عليه السّلام، توفى بالطاعون الجارف في البصرة سنة 69 هـ (وفيات الاعيان: 4/299) .
[4] أبو عبد اللّه مطرف بن عبد اللّه بن الشخير بن عوف بن كعب الحريشي كان من مشاهير الزهاد، مات سنة 87 أو 95 هـ (الكنى و الألقاب: 1-/7-10) .
[5] ابو عبد اللّه وهب بن منبه الصنعاني، كان على قضاء صنعاء، كتب كتابا في القدر ثم ندم، و كان كثير النقل من كتب الإسرائيليات، ولد في آخر خلافة عثمان و توفى سنة 114 هـ (ميزان الاعتدال: 4/352) .
[6] ابو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي، كان ذا علم في القرآن و الحديث و الفقه، و كان يقول بشيء من القدر ثم رجع عنه، و قال: ما نسيت شيئا قط. ثم قال: يا غلام ناولني نعلي، قال: نعلك في رجلك، مات بالبصرة سنة 117 هـ (معجم الادباء: 17/-9-10) .
[7] أبو يحيى عمرو بن دينار البصري، مولى آل الزبير بن شعيب و قال احمد ضعيف و قال البخاري فيه نظر، و قال ابن معين ذاهب؛ و قال مرة ليس بشيء، و قال النسائي ضعيف (ميزان الاعتدال: 3/ 259) .
[8] مكحول الدمشقي: مفتي أهل دمشق و عالمهم، هو صاحب تدليس و رمى بالقدر، و كان يقول: -