قال الشعبي (رحمه الله): لو رضوا منّا بأن يقولوا: رحم اللّه عليّا إن كان لقرب القرابة قديم الهجرة عظيم الحقّ زوج فاطمة و أبا حسن و حسين لكان في ذلك فضل، فكيف و له من المناقب و الفضائل ما ليس لغيره (رضى اللّه عنه) [2].
و روي أنّ رجلا قال لابن عبّاس: ما أكثر مناقب علي و فضائله، إنّي لا حسبهما ثلاثة آلاف قال: أولا تقول إنّها إلى ثلاثين ألف أقرب [3].
و قال الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) [4]: ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب [5].
و أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، و هي أوّل هاشميّة ولدت لهاشمي،
روي أنّه لما ضربها المخاض أدخلها أبو طالب الكعبة بعد العشاء فولدت فيها علي بن أبي طالب (رضى اللّه عنه)[6]و قد أسلمت و هاجرت و توفيت بالمدينة و قيل: إنّها ماتت بمكّة قبل الهجرة و شهدها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و ألبسها قميصه و اضطجع في قبرها و تولّى دفنها فقيل له: يا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه بأحد؟ فقال (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إنّي ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة، و اضطجعت في قبرها لأخفّف عنها من ضغطة القبر، إنّها كانت من أحسن خلق اللّه صنعا إليّ بعد أبي طالب»[7]
.
[1]- فرائد السمطين: 1/ 56/ ح 21، و ينابيع المودة: 1/ 170 و فيه: موز.