. و روى جعفر بن محمد عن أبيه أنّه لم يكن بين الحسن و الحسين (عليهما السلام) إلّا ظهر واحد و ولد الحسين (رضى اللّه عنه) لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة و عقّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عن كلّ واحد منهما يوم سابعه بكبش، و أمر أن يحلق رأسه و أن يتصدّق بزنته فضّة[2].
و كان الحسن (رضى اللّه عنه) يشبه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما بين الصدر إلى الرأس، و الحسين يشبه ما كان أسفل من ذلك[3].
و يروى أن وجه الحسن كان يشبه وجه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و كان جسد الحسين يشبه جسد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)[4]
. و قال علي بن أبي طالب (رضى اللّه عنه): من سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ما بين عنقه إلى وجهه و شعره فلينظر إلى حسن بن علي، و من سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللّه ما بين عنقه إلى كعبه خلقا و لونا فلينظر إلى حسين بن علي (رضى اللّه عنه)[5]
. و كان الحسن (رضى اللّه عنه) من الحلماء الكرماء الأسخياء و كان (رضى اللّه عنه) كثير الزواج يقال: إنّه أحصن مائة امرأة و أكثر و كان مطلاقا للنساء [6].
و في الصحيح عن أبي بكرة قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على المنبر و الحسن بن علي إلى جنبه و هو يقبل على الناس مرّة و عليه أخرى و يقول: إنّ ابني هذا سيّد و لعلّ اللّه أن يصلح به
[1]- تاريخ الطبري: 2/ 537، و تاريخ بغداد: 1/ 140، و مطالب السئول: 2/ 5، و الكامل في التاريخ:
[3]- صحيح الترمذي: 5/ 659/ ح 3776، و مطالب السئول: 2/ 14.
[4]- صحيح الترمذي: 5/ 659/ ح 3777، و مطالب السئول: 2/ 14.
[5]- صحيح الترمذي: 5/ 660/ ح 3779، و المعجم الكبير: 3/ 98/ ح 3768.
[6]- لقد كثرت و تعددت القصص عن زوجات الحسن (عليه السلام) و طلاقه، و بعد مراجعة كتب الأنساب و التاريخ و الرجال وجدناه لم يتعد من النساء و الأولاد أكثر من المعتاد في ذلك العصر، فلا نساؤه أكثر من نساء أبيه- مثلا- و لا أولاده أكثر من أولاده، فلو كان كما يدعي لكان أولاده يعدون بالمئات.
و ذكر ابن سعد في طبقاته ضمن ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام): أن له من النساء ستّا، و أربعا من أمهات الأولاد، و المدائني كذلك لم يعدّ للحسن (عليه السلام) أكثر من عشر نساء كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 21.
اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين الجزء : 1 صفحة : 252