responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين    الجزء : 1  صفحة : 231

و عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: دخلت على علي (رضى اللّه عنه) في بعض علله، فلمّا نظر إليّ قال: يا جابر قوام الدين و الدنيا أربع: عالم مستعمل علمه، و جاهل لا يستنكف أن يتعلّم، و جواد لا يبخل بمعروفه، و فقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيّع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلّم، و إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه‌ [1]، فإذا كان كذلك فالويل كلّ الويل، يا جابر: (سبعين مرّة).

يا جابر: من كثرت نعم اللّه عليه كثرت حوائج المخلوقين إليه، فإن قام فيها بما أمره اللّه تعالى عرّضها للدوام و البقاء، و إن لم يعمل فيها بما أمره اللّه عرّضها للزوال و الفناء ثمّ أنشأ يقول:

من لم يواس الناس من فضله‌ * * * عرض للإدبار إقبالها

فاحذر زوال الفضل يا جابر * * * و أعط من الدنيا لمن سالها

فإنّ ذا العرش جزيل العطا * * * يضعف بالحبّة أمثالها [2]

قال جابر: ثمّ هزّني إليه هزّة خيّل إليّ أن عضدي خرجت من كاهلي، و قال: يا جابر حوائج الناس إليكم نعم من اللّه عليكم، فلا تملّوا النعم فتحلّ بكم النقم، و اعلموا أنّ خير المال ما اكتسب حمدا و أعقب أجرا ثمّ أنشأ يقول:

لا تخضعن لمخلوق على طمع‌ * * * فإنّ ذلك و هن منك في الدين‌

و اسأل إلهك ممّا في خزائنه‌ * * * فإنّ ذلك بين الكاف و النون‌

أ لا ترى كلّ من ترجو و تأمله‌ * * * من البرية مسكين ابن مسكين‌

ما أحسن الجود في الدنيا و أجمله‌ * * * و أقبح البخل ممّن صيغ من طين‌ [3]

قال جابر: فهممت أن أقوم قال: أنا معك يا جابر، فلبس نعليه و ألقى أزاره على منكبيه‌


[1]- شرح النهج: 4/ 410.

[2]- ذكرها سبط ابن الجوزي في تذكرته: 97 مع زيادة بيت:

ما أحسن الدنيا و إقبالها * * * إذا أطاع اللّه من نالها

[3]- ذكرها سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمّة: 96، و ابن الصبّاغ في الفصول المهمّة: 102 ط نجف.

اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست