responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

المدخل:

فاتحة: فتوح فاتحة الأزهار و سائحة الوضوح سائحة الأنهار، هي فاتحة الكتاب و مبتدأ الخطاب: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‌ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً، و بعثه إليهم مستقلّا بأعباء الرسالة داعيا إليه بإذنه و سراجا منيرا لرسوله بالحنيفية السمحة (السهلة) ليظهره على الدين كلّه، و جعل له من لدنه سلطانا نصيرا، و أمر بالصلاة عليه قربة إليه و زلفى لديه، و جعلها للذنوب ممحقة و للآثام ممحاة و للسيّئات تكفيرا، و ختم به النبيّين و المرسلين و جعله من خلاصة البريّات باليقين ما خطّ على لوح الوجود بقلم التكوّن، تعظيما بشأنه و تعزيزا و تكريما لمحلّه، و توفية بحقّه و تعظيم قدره، و تنويها بأنه أتاه فضلا كثيرا و انتخب له من أهله عليّا أخا و عونا و ودّا و خليلا و رفيقا و وزيرا، و صيّره على أمر الدين و الرسالة مؤازرا و مساعدا و منجدا و ظهيرا و جعله أمينه، و جمع كل الفضائل فيه و أنزل عليه في شأنه: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‌ [1] تعظيما له و توقيرا و تعريفا له بحقّ ولايته و تنبيها على كمال رعايته ليحافظوا عليها و ينالوا بها سعادة و نظارة و تنصيرا نصر به الشريعة و الإسلام، و أذلّ ببأسه الكفر و الأصنام، و شكر إطعامه الطعام على حبّه مسكينا و يتيما و أسيرا، ما بارزه مبارز إلّا عاد عنه حسيرا، و لا قارنه قرن إلّا نكص عنه كسيرا. فكم فرّج عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من كربة و بؤس حتّى شرّفه بقوله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»، و كشف عنه كلّ غمّة و كربة حتّى نزل فيه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌ [2] فتوفّر بها حظّه من أقسم العلى توقيرا، ثمّ زانه شرفا و تعظيما بين‌


[1]- أخرج ذلك جمع كثير من أئمّة التفسير و الحديث، كالطبري في تفسيره 65: 165، و الرازي في تفسيره 3: 431، و الخازن في تفسيره 1: 496، و النيسابوري في تفسيره 3: 461 و غيرهم بعدّة أسانيد و طرق، دلّت على نزول الآية في علي (عليه السلام).

[2]- ذكر نزول الآية في علي و فاطمة و ابنيهما طائفة من المصنّفين من أهل السنّة و الجماعة، يبلغ عددهم 45 مصنّفا، منهم الطبري في الذخائر: 25 و الزمخشري في الكشّاف 2: 339 و ابن طلحة الشافعي في مطالب السئول: 8 و أبو حيّان في تفسيره 7: 516 و الحافظ الهيثمي في المجمع 9: 168 و الزرقاني في شرح المواهب 7: 3 و 21، و ابن حجر في الصواعق: 101 و 135 و الشبلنجي في نور الأبصار: 112، و قد نظّم هذه الآثار شعرا كثيرا من الشعراء، منهم شمس الدين بن العربي بقوله:

رأيت ولائي آل طه فريضة * * * بتبليغه إلّا المودّة في القربى‌

و أبو الحسن بن جبير بقوله:

موالاتهم فرض على كلّ مسلم‌ * * * و حبّهم أسنى الذخائر للأخرى‌

و غيرهما من أئمّة الأدب.

اسم الکتاب : نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع) المؤلف : الزرندي، محمد بن عز الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست