responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظام الحكومة النبوية المؤلف : الكتاني، عبد الحي    الجزء : 1  صفحة : 300

في سلمان (رضي الله عنه) و كان رجلا قويا فقال المهاجرون: منا و قال الأنصار: منا فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): منا أهل البيت.

«و في سيرة ابن إسحاق أنه (صلى الله عليه و سلم) ضرب معهم، و حفر بنفسه الكريمة، و أقبل فوارس من قريش حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا: و اللّه إن هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.

«و في ترجمة سلمان من الاستيعاب ص 572 من ج 2 أن سلمان هو الذي أشار به، و أن أبا سفيان هو الذي قال: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.

و في نفحة الحدائق: أول من ضرب الخندق في الإسلام رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) على المدينة».

و قال: السهيلي أيضا: اتخاذ الخندق من مكايد الفرس في الحروب، و لذلك تفطن سلمان و أشار به، و الفرس أول من خندق‌ [1] و بخت‌نصّر أول من اتخذ الكمائن. و يدل ذلك على جواز مثل هذا في التحرز من العدو، و الأصل فيه قوله تعالى: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال: 61] ا ه نقله ابن باديس.

و في ذلك أعظم دلالة، على أن المماليك و الدول التي لا تنسج على منوال مجاوريها، فيما يتخذونه من الآلات الحربية، و التراتيب العسكرية و الأنظمة العلمية و العملية الصناعية و الزراعية، يوشك أن تكون غنيمة لهم و لو بعد حين، فحال نبينا الكريم كان يقضي بأخذه بالأحسن و الأنفع في كل باب، سواء كان قومه يعلمونه و يعملون عليه أم لا، و لذلك ثبت أنه قال لعاصم بن ثابت: من قاتل فليقاتل كما يقاتل.

و قال الحافظ ابن تيمية في رسالة عموم بعثته (عليه السلام): ثبت عنه (صلى الله عليه و سلم) أنه أمر بقتال الترك، و أن أمته ستقاتلهم، و معلوم أن قتالهم النافع إنما هو بالقسي الفارسية و لكن قوتلوا بالقسي العربية التي تشبه قوس القطر فلم تغن شيئا؛ بل استطالوا على المسلمين بقوة رميهم، فلا بد من قتالهم بما يقهرهم، و قد قال بعض المسلمين لعمر بن الخطاب: إن العدو إذا رأيناهم لبسوا الحرير وجدنا في قلوبنا روعة فقال: و أنتم فالبسوا كما لبسوا، و قد أمر النبي (صلى الله عليه و سلم) أصحابه في عمرة القضاء بالرّمل و الاضطباع، ليرى المشركون قوتهم، و إن لم يكن هذا مشروعا قبل هذا، ففعل لأجل الجهاد ما لم يكن مشروعا ا ه.

و يوضح هذا ما تضمنته وصية الصديق، لخالد بن الوليد حين بعثه لقتال المرتدين فقال: يا خالد، عليك بتقوى اللّه، و الرفق بمن معك، إلى أن قال: ثم إذا لاقيت القوم فقاتلهم بالسلاح الذي يقاتلونك به، السهم للسهم، و الرمح للرمح، و السيف للسيف، قال في أقوم المسالك: و لو أدرك هذا الزمان لأبدل ذلك بذكر المدفع، و القنابل و السفينة المدرعة و نحو ذلك من المخترعات، التي تتوقف عليها المقاومة، و لا يتحصل بدونها الاستعداد الواجب شرعا الذي يلزم معرفة قوة المستعد له، و السعي في تهيئة مثلها أو خير منها، و معرفة الأسباب المحصلة له ا ه.


[1] خندق كلمة معربة عن كندك. بمعنى حفرة و اليوم يقال في الفارسية: كنده. مصححه.

اسم الکتاب : نظام الحكومة النبوية المؤلف : الكتاني، عبد الحي    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست