responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظام الحكومة النبوية المؤلف : الكتاني، عبد الحي    الجزء : 1  صفحة : 169

يقول في الحديث: فأخذ رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) الكتاب، و ليس يحسن الكتابة فكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد اللّه. فقوّلوا عليه، و حملوا كل تكذيب و تعطيل عليه، و انتدب جاهل من المقرئين، فأخبرني أبو محمد عبد اللّه بن أبي عصام بالمسجد الأقصى قال: رأيته يصيح في المسجد الجامع، و يعلن بالزندقة إليه بيد أن الأمير كان متثبتا فدعا بالفقهاء، فاتفقوا على أن هذا القول كفر، فاستظهر الباجي ببعض الحجة في ذلك و قال للأمير:

هؤلاء جهلة و لكن اكتب إلى علماء الآفاق، فكتب إلى إفريقية و صقلية، فجاء الجواب: إن يكتب بعد أميته فيكون ذلك من معجزته، لا يطعن أحد بذلك عليه، لأنهم تحققوا أميته ثم شاهدوا معجزته، فوقفوا و لم يطعنوا ا ه كلام ابن العربي. و من نسخة عندي عليها خطه نقلت.

و في ترجمة الباجي من «الديباج المذهب» للبرهان بن فرحون أن الذي أنكر على الباجي و كفره أبو بكر بن الصائغ الزاهد، قال ابن فرحون: و تكلم في ذلك من لم يفهم الكلام حتى أطلقوا عليه اللعن، فلما رأى ذلك الباجي، ألف رسالته المسماة بتحقيق المذهب، بين فيها المسألة لمن يفهمها، و أنها لا تقدح في المعجزة، كما لا تقدح القراءة في ذلك، فوافقه أهل التحقيق بأسرار العلم، و كتب بها لشيوخ صقلية فأنكروا على ابن الصائغ و وافقوا أبا الوليد على ما ذكره ا ه كلام ابن فرحون.

و قد ساق قصة الباجي هذه الحافظ الذهبي في ترجمته من تذكرة الحفاظ، و ذكر أن الباجي لما ألف رسالته التي بين فيها أن ذلك غير قادح في المعجزة، رجع بها جماعة. ثم قال: ما كل من عرف أن يكتب اسمه فقط بخارج عن كونه أميا، لأنه لا يسمى كاتبا، و جماعة من الملوك قد أدمنوا على كتابة العلامة و هم أميون، و الحكم للغلبة لا للصورة النادرة، فقد قال (عليه السلام) إنا أمة أمية أي أكثرهم كذلك لندور الكتابة في الصحابة، و قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ‌ [الجمعة: 2] ا ه كلام الذهبي. و هو وجيه لا غبار عليه.

و خرّج الذهبي في التذكرة أيضا في ترجمة ابن مندة ص 35 من الجزء الثاني، بسنده إلى عوف بن عبد اللّه بن عتبة عن أبيه قال: ما مات النبي (صلى الله عليه و سلم) حتى قرأ و كتب، ثم قال الذهبي عقبه: قلت: و ما المانع من جواز تعلم النبي (صلى الله عليه و سلم) يسير الكتابة، بعد أن كان أميا لا يدري ما الكتابة؟ فلعله لكثرة ما أملى على كتاب الوحي، و كتاب السنن و الكتب إلى الملوك، عرف من الخط و فهمه و كتب الكلمة و الكلمتين، كما كتب اسمه الشريف يوم الحديبية (محمد بن عبد اللّه) و ليست كتابته لهذا القدر اليسير، مما يخرجه عن كونه أميّا، ككثير من الملوك أميين و يكتبون العلامة ا ه من التذكرة بلفظها. و ما أشار إليه الذهبي أقوى صدمة للمعارض من كون كتابته (عليه السلام) كانت معجزة، و إن سبق إليها ابن العربي كما تقدم، ثم الحافظ ابن الجوزي في المشكل فإنه قال: إطلاق يده بالكتابة و لم يحسنها

اسم الکتاب : نظام الحكومة النبوية المؤلف : الكتاني، عبد الحي    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست