responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) المؤلف : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 62

من الله تعالى أن يقابل عظيم رحمته وفضله بمثل هذا الجهد الضئيل .

ولكن عندما يستأثر الأنا بكل رؤيته واهتمامه وإعجابه لا يرى إلاّ جهده وفعله ، دون أن يرى رحمة الله تعالى وفضله ، فيتحول إقباله على الله وطاعته لله بهذه الطريقة النفسية الملتوية إلى إعراض عن الله وشرك ، أو كفر بالله تعالى ، فإنّ الكافر هو الذي يحجبه حاجب عن الله تعالى حَجْباً كاملاً .

والعُجب إذا دخل النفس وتمكّن منها يحجب الإنسان عن الله حجباً كاملاً ، وفي ذلك هلاك الإنسان وسقوطه التام ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من دخله العُجب هَلك ) .

وأمّا في الحالات السويّة ، عندما يقترن عمل الإنسان وجهده في طاعة الله تعالى بإحساسٍ حقيقيٍّ وواضح بعجزه عن شكر الله تعالى ، ومقابلة إحسانه وفضله ، فإنّ عمله عند ذلك على ضآلة حجمه يكون جسراً يوصله إلى الله تعالى ، وقد روي عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) أنّه قال لبعض وُلده : ( يابُني عليك بالجدّ ، ولا تخرجنّ نفسك عن حدّ التقصير في عبادة الله عزّ وجل وطاعته ؛ فإنّ الله لا يُعبد حقّ عبادته ) .

وعن جابر قال ، قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : ( يا جابر ، لا أخرجك الله من النقص ولا التقصير ) .

فالعمل الواحد ـ إذن ـ قد يؤدّي بالإنسان إلى طريق الله تعالى ويقرِّبه من الله ، وقد يحجبه ويقطعه عن الله تعالى ، والفارق الرؤية ، وهو أمرٌ عظيم يستحقُّ من الإنسان كل اهتمام . فقد لا يختلف عمل عن عمل من حيث الحجم والوزن ، ولكن أحدهما يقرِّب العبد إلى الله تعالى والآخر يبعّده عنه تعالى .

( العجب ) و( الاعتداد بالنفس ) و( الأنانية )

العجب حالة واحدة من ثلاث حالات ناتجة عن انشداد الإنسان بمحور الأنا ، وهذه الحالات الثلاثة هي:

( العُجب ) و ( الاعتداد بالنفس ) و ( الأنانية ) .

اسم الکتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) المؤلف : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست