اسم الکتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) المؤلف : الآصفي، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 36
يكون لها شأن ولن يكون لها قيمة في مضمار التاريخ .
ثمّ تبدأ السورة باستعراض المسيرة الإلهية الكبيرة في التاريخ في مقاطع متعدّدة وبشيء من التفصيل ، وما لاقاه أنبياء الله ورسله خلال هذه المسيرة من عناءٍ ، وعذابٍ ، وجحودٍ ، وتكذيبٍ واستهزاء من أقوامهم .
فتذكر السورة معاناة نوح (عليه السلام) في دعوة قومه إلى الله ، وتذكّر السورة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :
بمعاناة هود (عليه السلام) في دعوة ( عاد ) .
بمعاناة صالح (عليه السلام) في دعوة ( ثمود ) .
بمعاناة إبراهيم (عليه السلام) في دعوة قومه.
ومعاناة لوط ومعاناة شعيب (عليه السلام) في دعوة ( أهل مدين ) إلى الله .
ومعاناة موسى (عليه السلام) في دعوة قومه إلى الله .
وتسترسل الآيات المباركة في شرح هذه المعاناة ورسمها .
ثمّ بعد هذه الجولة في تاريخ الإنسان وحضارته ، ومعاناة الأنبياء وعذابهم ، وعناد المشركين ، ورفضهم وتعنتّهم ولجاجهم ، وصبر الأنبياء وجَلَدِهم واستقامتهم ، تخاطب السورة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، الذي قد كان يضيق صدره بما يراه من تعنّت قومه وعنادهم ، قوله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .
وتحذر الآية الكريمة المسلمين من أن يمسّهم ضعف في خضم الصراع ومرارته إلى الذين ظلموا ، فتقول لهم :
يقول ابن عبّاس : ما نُزِّل على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) آيةٌ كانت أشدّ عليه ولا أشقّ من قوله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ) ، ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له :
اسم الکتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) المؤلف : الآصفي، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 36