responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون    الجزء : 2  صفحة : 9

فاجعة كربلاء أنست كلّ فاجعة

قال الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي في كتابه (مطالب السّؤول) عن مقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء:

«و هو فعل يسكب مضمونه المدامع من الأجفان، و يجلب الفجائع و يثير الأحزان، و يلهب نيران الموجدة في أكباد ذوي الإيمان، بما أجرته الأقدار للفجرة؛ من اجترائها و فتكها، و اعتدائها على الذرية النبوية، لسفح دمائها و سفكها، و استبائها مصونات نسائها و هتكها. حتى تركوا لمم رجالها بنجيعها مخضوبة، و أشلاء جثثها على الثرى مسلوبة، و مخدرات حرائرها سبايا منهوبة.

فكم كبيرة من جريمة ارتكبوها و اجترموها، و كم من نفس معصومة أرهقوها و اخترموها، و كم من دماء محرّمة أراقوها و ما احترموها، و كم من كبد حرّى منعوها ورود الماء و حرموها. ثم احتزّوا رأس سبط رسول اللّه و حبّه الحسين بشبا الحداد، و رفعوه كما ترفع رؤوس ذوي الإلحاد على رؤوس الصّعاد، و اخترقوا به أرجاء البلاد بين العباد، و استاقوا حرمه و أطفاله أذلاء من الاضطهاد، و أركبوهم على أخشاب الأقتاب بغير وطاء و لا مهاد، هذا مع علمهم بأنهم الذرية النبوية المسؤول لها المودّة بصريح القرآن و صحيح الإسناد. فلو نطقت السماء و الأرض لرثت لها ورثتها، و لو اطّلعت عليها مردة الكفار لبكتها و ندبتها، و لو حضرت مصرعها عتاة الجاهلية لأبّنتها و نعتها، و لو شهدت وقعتها بغاة الجبابرة لأعانتها و نصرتها. فيالها مصيبة أنزلت الرزيّة بقلوب الموحدين و أورثتها، و بليّة أحلّت الكآبة بنفوس المؤمنين سلفا و خلفا فأحزنتها. فوالهفتاه لذرية نبوية طلّ دمها، و عترة محمدية فلّ مخذمها، و عصبة علوية خذلت فقتل مقدّمها، و زمرة هاشمية استبيح حرمها و استحلّ محرّمها» [1].


[1] كشف الغمّة في معرفة الأئمة للإربلي، ج 2 ص 256.

اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون    الجزء : 2  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست