اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون الجزء : 2 صفحة : 86
66- بشارة الحسين (عليه السلام) لأصحابه بالجنة و دعوتهم للثبات و الدفاع:
(مقتل أبي مخنف، ص 67)
فلما فرغ (عليه السلام) من صلاة الظهر قال لأصحابه: يا كرام هذه الجنة قد فتّحت أبوابها و اتصلت أنهارها و أينعت ثمارها و زيّنت قصورها و تؤلّفت ولدانها و حورها.
و هذا رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) و الشهداء الذين قتلوا معه، و أبي و أمي، يتوقعون قدومكم عليهم، و يتباشرون بكم و هم مشتاقون إليكم، فحاموا عن دينكم و ذبّوا عن حرم رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) و عن إمامكم و ابن بنت نبيكم، فقد امتحنكم اللّه تعالى بنا، فأنتم في جوار جدنا و الكرام علينا و أهل مودتنا، فدافعوا بارك اللّه فيكم عنا .. فلما سمعوا ضجوا بالبكاء و النحيب و قالوا: نفوسنا دون أنفسكم و دماؤنا دون دمائكم و أرواحنا لكم الفداء. و اللّه لا يصل إليكم أحد بمكروه و فينا الحياة [1] و قد وهبنا للسيوف نفوسنا، و للطير أبداننا، فلعلنا نقيكم زحف الصفوف، و نشرب دونكم الحتوف، فقد فاز من كسب اليوم خيرا، و كان لكم من المنون مجيرا.
خيل الحسين (عليه السلام) تعقر
67- عمر بن سعد يعقر خيل الحسين (عليه السلام) و مصرع أبي ثمامة الصائدي:
(مقتل الحسين للمقرّم، ص 305)
ثم إن عمر بن سعد وجّه عمرو بن سعيد في جماعة من الرماة فرموا أصحاب الحسين (عليه السلام) حتى عقروا خيولهم [2] و لم يبق مع الحسين فارس إلا الضحاك بن عبد اللّه المشرقي. يقول: لما رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بفرسي و أدخلتها فسطاطا لأصحابنا. و اقتتلوا أشد القتال [3]. و كان كل من أراد الخروج، ودّع الحسين (عليه السلام) بقوله: السلام عليك يابن رسول اللّه، فيجيبه الحسين (عليه السلام):
و عليك السلام و نحن خلفك، ثم يقرأ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [الأحزاب: 23] [4].
[1] أورد المقرم في مقتله شبيه هذا الكلام، ص 304 نقلا عن (أسرار الشهادة) ص 175.
[2] مثير ابن نما، ص 345. و عقر الخيل: أي جرحها و نحرها.