responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون    الجزء : 2  صفحة : 689

الفصل الثالث و الثلاثون أعمال يزيد بعد كربلاء

مقدمة الفصل:

لم تنته أعمال يزيد في محو الدين، و قتل أعلام المسلمين، عند كربلاء؛ بل تابع يزيد مخططه الإجرامي، بقتل أهل الحرمين: المدينة المنوّرة و مكة المكرّمة.

فاستحق بذلك عقوبة السماء، بأن يبتر عمره، فيموت في ظروف غامضة، بعد ثلاث سنوات فقط من حكمه الدموي، مصداقا لقول النبي (صلى الله عليه و آله و سلم):

«بشّر القاتل بالقتل، و لو بعد حين».

و كان يزيد قد بعث إلى أهل المدينة يطلب منهم البيعة له، فأرسلوا وفدا إلى دمشق، فلما رأوا بأمّ أعينهم واقع يزيد من الفسق و الكفر و التهتك، رجعوا إلى أهلهم و أخبروهم بحاله، فامتنع أهل المدينة عن البيعة ليزيد، و أعلنوا العصيان المدني، و طردوا والي المدينة و معه كل بني أمية، و على رأسهم مروان ابن الحكم العدو الماكر للإسلام و المسلمين.

فما كان من يزيد إلا أن بعث إليهم جيشا بقيادة مسلم بن عقبة المرّي، الّذي حاصر المدينة المنورة، ثم دخلها في وقعة (الحرّة)، و قتل كل أبناء الصحابة و التابعين، و استباح نساء الأنصار و المهاجرين، مدة ثلاثة أيام، حتى قيل إنه ولدت في تلك السنة ألف عذراء، أولادا لا يعرف لهم آباء. و سمّي هذا السفاك (مسرفا) لكثرة ما أسرف في قتل أهل المدينة، مدينة رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم). و كانت تلك وصمة عار كبيرة في جبين الإسلام بعد كربلاء، أتبعتها وصمة

لا تقلّ عنها، حين أمر يزيد جيشه أن يذهب إلى مكة و يغزوها. فلما مات مسلم بن عقبة في الطريق، تولى قيادة الجيش الحصين بن نمير، الّذي ذهب إلى مكة و حاصرها، و طبّق عليها تعاليم ولي أمره بحذافيرها، فضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت و أخذت النار فيها.

اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون    الجزء : 2  صفحة : 689
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست