اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون الجزء : 2 صفحة : 212
فأقامت على ذلك ثلاثين سنة. فلما كانت ذات يوم أصبحنا و إذا بها قد تشوّكت من أولها إلى آخرها، فذهبت نضارة عيدانها و تساقط جميع ثمرها. فما كان إلا يسير حتى وافى مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا و لا كثيرا، و انقطع ثمرها. و لم نزل و من حولنا نأخذ من ورقها و نداوي مرضانا بها، و نستشفي به من أسقامنا.
فأقامت على ذلك برهة طويلة. ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد بعثت من ساقها دما عبيطا [أي طريا] جاريا، و أوراقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم. فقلنا أن قد حدث أمر عظيم. فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية. فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء و عويلا من تحتها، و جلبة شديدة و رجّة، و سمعنا صوت باكية تقول:
أيابن النبي و يابن الوصيّ * * * بقيّة ساداتنا الأكرمين
ثم كثرت الرنّات و الأصوات، فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون. فأتانا بعد ذلك [خبر] قتل الحسين (عليه السلام). و يبست الشجرة و جفّت، فكسرتها الرياح و الأمطار بعد ذلك، فذهبت و اندرس أثرها.
حزن السيدة أم سلمة (رضي الله عنها)
210- حزن أم سلمة و معجزة القارورة:
(تاريخ اليعقوبي، ج 2 ص 146)
و كان أول صارخة صرخت في المدينة (أم سلمة) زوج رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم)، و كان (صلى الله عليه و آله و سلم) دفع إليها قارورة فيها تربة، و قال لها: إن جبريل أعلمني أن أمتي تقتل الحسين (عليه السلام)، و أعطاني هذه التربة، و قال لي: إذا صارت دما عبيطا [أي طريا] فاعلمي أن الحسين قد قتل.
و كانت عندها، فلما حضر ذلك الوقت، جعلت تنظر إلى القارورة في كل ساعة، فلما رأتها قد صارت دما، صاحت: وا حسيناه، و ابن رسول اللّه!. و تصارخت النساء من كل ناحية، حتى ارتفعت المدينة بالرجّة التي ما سمع بمثلها قط.
211- إخبار أم سلمة بمقتل الحسين (عليه السلام):
(مناقب آل أبي طالب لابن شهر اشوب، ج 3 ص ط نجف)
جاء في مسند أحمد بن حنبل و غيره، قال ابن عباس: بينا أنا راقد في منزلي، إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة، و هي تقول: يا بنات عبد المطلب
اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون الجزء : 2 صفحة : 212