اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون الجزء : 2 صفحة : 104
(الحملة الأولى) و لعل أمه تكره خروجه. فقال الشاب: أمي أمرتني يابن رسول اللّه.
و في (الناسخ) قال الحسين (عليه السلام): يا فتى قتل أبوك، و إذا قتلت فإلى من تلتجئ أمك في هذا القفر؟. فأراد أن يرجع، فجاءته أمه و قالت: يا بني تختار سلامة نفسك على نصرة ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم)، فلا أرضى عنك أبدا!.
فبرز الشاب و قاتل قتال الأبطال، و أمه تنادي خلفه: أبشر يا بني، ستسقى من يد ساقي حوض الكوثر. فبرز و هو يقول:
أميري حسين و نعم الأمير * * * سرور فؤاد البشير النذير
عليّ و فاطمة والداه * * * فهل تعلمون له من نظير
فما أسرع أن قتل و رمي برأسه إلى جهة الحسين (عليه السلام)، فأخذت أمه رأسه و مسحت الدم عنه، و قالت له: أحسنت يا بني، يا قرة عيني و سرور قلبي. ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته [1]، و عادت إلى المخيم فأخذت عمود خيمة و حملت على القوم و هي تقول:
أنا عجوز في النساء ضعيفه * * * خاوية بالية نحيفه
أضربكم بضربة عنيفه * * * دون بني فاطمة الشريفه
فضربت رجلين فقتلتهما، فردّها الحسين (عليه السلام) إلى الخيمة و دعا لها [2].
- تعليق السيد محسن الأمين على شهادة الغلام السابق:
(أعيان الشيعة، ج 4 ص 234)
يقول السيد الأمين (رحمه الله): و هذا منتهى علوّ النفس و صدق الولاء، من هذه المرأة و ابنها، أن يكون زوجها قد قتل و هي تنظر إليه، ثم تأمر ولدها الشاب بنصرة الحسين (عليه السلام)، و هي تعلم أنه مقتول، فتسوقه إلى القتل مختارة طائعة، و يطيعها ابنها في ذلك، فيقدم على القتل غير مبال و لا وجل. ثم يرخّص له الحسين (عليه السلام) في ترك القتال مخافة أن تكون أمه تكره قتاله، بعدما قتل أبوه في المعركة، فيأبى و يقول: أمي أمرتني بذلك.
[1] مقتل الحسين للمقرّم، ص 314 نقلا عن مناقب ابن شهر اشوب، ج 3 ص 219.
[2] مقتل الحسين للمقرّم، ص 315 نقلا عن البحار للمجلسي، ج 10 ص 198.
اسم الکتاب : موسوعة كربلاء المؤلف : لبيب بيضون الجزء : 2 صفحة : 104