responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة أدب المحنة المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 46

10 ـ الامام علي بن أبي طالب، لعبد الفتاح عبد المقصود:

... أقبل الرجل، محنقاً مندلع الثورة، على دار علي وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم فاقتحموها، أو أوشكوا على اقتحام.

فاذا وجه كوجه رسول الله يبدو بالباب حائلا من حزن على قسماته خطوط آلام، وفي عينيه لمعات دمع، وفوق جبينه عبسة غضب فائر، وحنق ثائر... وتوقف عمر من خشية، وراحت دفعته شعاعاً وتوقف خلفه أمام الباب صحبه الذين جاء بهم، إذ رأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء وغضّوا الابصار من خزي أو من استحياء...

ثم ولّت عنهم عزمات القلوب، وهم يشهدون فاطمة تتحرك كالخيال وئيداً وئيداً، بخطوات المحزونة الثكلى، فتقترب من ناحية قبر أبيها.. تهتف بمحمد الثاوي بقربها تناديه باكية مرير البكاء:

يا أبت رسول الله يا أبت رسول الله...

فكأنما زلزلت الارض تحت هذا الجمع الباغي من رهبة النداء.

وراحت الزهراء وهي تستقبل المثوى الطاهر تستنجد بهذا الغائب الحاضر: يا أبت رسول الله ماذا لقينا بعد من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة[1].


[1] الإمام علي بن أبي طالب 1: 190.

اسم الکتاب : موسوعة أدب المحنة المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست