اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 336
فقال لهم اعملوا ما شئتم) و اعتبر العثمانيون الصحابة كلهم ابرارا، و كلهم أخيارا عدولا، و ان عدالتهم ثابتة و معلومة بتعديل اللّه (و كنتم خير امة اخرجت للناس) و لا يدخل احد منهم النار و انهم كلهم من اهل الجنة قطعا [1] من دون تفريق بين ابي بكر و معاوية و بين عمر و مروان، و بين عمار و قاتله ابي الفادية و بين الامام الحسين و قاتله الحصين بن نمير السكوني و شمر بن ذي الجوشن.
لقد ناقش ائمة الفقه غير الشيعة هذه الاحاديث و منهم الامام ابو حنيفة و الامام الشافعي فقد روى ابو الفداء عن الشافعي انه اسرّ الى الربيع ان لا يقبل شهادة اربعة من الصحابة: معاوية-و عمرو بن العاص-و زياد- و المغيرة بن شعبة، [2] و عن ابي يوسف قال قلت لأبي حنيفة: الخبر يجيئني عن رسول اللّه-ص-يخالف قياسنا فما نصنع فقال: ان جاءت به الرواة الثقاة عملنا به و تركنا الرأي فقلت: ما تقول في رواية ابي بكر و عمر قال ناهيك بها، فقلت و علي و عثمان قال: كذلك، فلما رآني اعدد الصحابة قال، و الصحابة كلهم عدول ما عدا رجال و عدّ منهم أبا هريرة، و انس بن مالك، و في خبر آخر عد منهم: سمرة بن جندب، و ابا هريرة و انس بن مالك.
تقول الشيعة ان الحكم القطعي بدخول جميع الصحابة الى الجنة و عدم دخول فرد منهم النار يناقض الاحاديث التي صححها الامام البخاري في مسنده الذي يعتبر اصدق كتاب بعد القرآن كما يقول ابن خلدون [3] و لا يجوّز النظر