اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 11
ابن المقفع و التراث الهندي الفارسي
و جاء ابن المقفع (توفي 143 هـ 760 م) فوسع الأفق و أضاف الى ثروة العرب شيئا عظيما من تراث الهند و فارس، و نقل الى العربية كتبا مثل (خداي نامه) أي كتاب السادة، و كليلة و دمنة.
فأما الأول فقد دخل تراثنا تحت اسم (سير ملوك العجم) و اتاح للناس الفرصة للاطلاع على جانب من تأريخ البشر قبل الاسلام، و وضع بين أيدي طلاب التأريخ نموذجا أفادوا منه في تطوير فكرة التأليف التاريخي.
و أما الثاني-كليلة و دمنة-فكان نموذجا جميلا للقصص الرفيع ذي المغزى البعيد، و ثروة من الحكمة و تجارب البشر تلقاها الفكر العربي في أجمل صورة و أكملها [1] .
و فتح ابن المقفع للناس بكتابه (الصحابة) أبواب التفكير السياسي، و دعاهم الى التفكير الموضوعي في شؤون الدول و الحكومات و الشعوب و السلاطين، هذا الى ما تضمنته كتبه الأخرى مثل (الدرة اليتيمة) و (الأدب الصغير) من حكم و تأملات يعجب الانسان من صدورها عن شاب قام بذلك العمل كله قبل ان يبلغ السادسة و الثلاثين من عمره.
الجيل الاول من الموسوعيين
في هذا الطريق الواسع سارت الأجيال التالية لجيل ابن المقفع، و اطلعت رجالا ملأوا القرن الهجري الثالث كله علما و ادبا، و قد تميز اولئك الرجال
[1] -يراجع التفصيل في كتاب (نصيب بغداد من كليلة و دمنة) لجعفر الخليلي، و كتاب (القصة العراقية قديما و حديثا) ص 40 للمؤلف نفسه.
اسم الکتاب : موسوعة العتبات المقدسة المؤلف : الخليلي، جعفر الجزء : 1 صفحة : 11