الحمد للّه الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه، و الصلاة و السلام على خاتم النبيّين، و سيّد المرسلين، محمّد و آله الطاهرين.
أمّا بعد: فلمّا كان من أمنيّات مؤسّسة وليّ العصر (عليه السلام) في قسم الحديث تدوين الموسوعات الشريفة التي ترتكز فيها على دراسة حياة الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، بناء على اقتراح سماحة آية اللّه الخزعلي و رغبته، تقرّر أن نقوم ببحث و تمحيص متون الأحاديث و الآثار الواردة عن العترة الطاهرة، و جميع ما صدر عنهم (عليهم السلام) قولا و فعلا و تقريرا، في الأحكام الإلهيّة، و الشئون المختلفة، و تدوين ذلك في اثنتي عشرة موسوعة، يخصّ كلّ موسوعة منها بإمام من الأئمّة (عليهم السلام)، و هذا الموضوع يمهّد لمن أراد أن تغمره الفيوضات الإلهيّة المودعة فيهم، أن يرتوي من مناهل علومهم الفيّاضة العذبة التي بسطناها في الموسوعات المومأ إليها.
فقد حظى و الحمد للّه بعد جهود كبيرة، و اقتطف ثمارها اليوم بإصدار مجموعات متنوّعة إلى حضرة الباحثين و المثقّفين؛ فأوّل مجموعة أنجزناها من سلسلة هذا المشروع القيّم، كانت باسم الإمام التاسع محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام).