الحمد للّه الذي خلقنا فأحسن خلقنا، و قدّر لنا فأحكم تقديره، و دبّر لنا فألطف تدبيره، و له الشكر على ما هدانا للتي هي أقوم باتّباع كتابه و اقتفاء أوليائه، الذين أنعم اللّه عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالّين، و الذين جعلهم اللّه عدل كتابه، لا يفترقون عنه قدر شعرة، عصمهم لذلك من الأخطاء و الضلالات، و طهّرهم من الرجس تطهيرا، و قدّر نور هدايته الذي يهتدي به من في السماوات و من في الأرض في بيوتهم، و أذن أن ترفع تلك البيوت و يذكر فيها اسمه رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ[1]، قد منّ اللّه على عباده بتلك النعمة نعمة لا تعدلها أيّة نعمة أخرى، و قد أشار بذلك فقال عزّ اسمه: