responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 79

كشف الجواب
عمّا تضمّنه ذلك الكتاب

من الأنكار على أكثر المسلمين في جميع الأقطار[1] .

أقول: إن أريد بدعوة غير الله والأستغاثة إسناد الأمر الى المخلوق على أنه الفاعل المختار الذي تنتهي إليه المنافع والمضار، فذلك من أقوال الكفار. والمسلمون بجملتهم براء من هذه المقالة ومن قائلها، وما أظن أن أحداً ممن في بلاد المسلمين يرى هذه الرأي، ولا سمعناه من أحد إلى يومنا هذا.

وإن أريد أنّ المدعو والمستغاث به له اختيار وتصرف في أمر الله تعالى، فيحكم على الله، فهذا أشد كفراً من الأول.

وإن أريد دعاؤه والأستغاثة به للدعاء والشفاعة، أو من التصرف في العبارة، كما تقول: يا رحمة الله، ويا بيت الله، ويا عبدالله، ولا تريد إلاّ نداء الله ودعاءه، واستغاثتة، فهذا من أعظم الطاعات، وفيه محافظة على الآداب من كل الجهات.

وكون الدعاء عبادة إنما يجري في قسم منه، وهوالطلب من الخالق المدبّر الذي جلّ شأنه عن الأشباه والنظائر. ولو جعلت كل دعاء عبادة، للزم أن دعاء (زيد) لأصلاح بعض الامور، أو دفع بعض المحذور، وطلب الأفعال، كلها من قبيل الكفر.

فالسؤال، والأزواج، والعبيد، والخدّام في طلب المآكل والملابس مربوبون، ومقابلوهم أرباب، فيكون ذلك مكفراً، وإن أقررت بالتخصيص خصّصناه بما ذكرناه.

وبيانه: أنّ لفظ ((الدعاء)) لا يراد به المعنى اللغوي، وإلاّ لكفر جميع الخلق، فالمراد دعاء العبودية والمربوبية، كمن دعا الأصنام أن الصالحين، مع إعتقاد ربوبيتهم، وقصد عبوديتهم، مكتفين بها عن عبادة الله، أو مشركين أولئك مع الله لقصد وصول النفع


[1] ورد في النسخة المطبوعة: والله الملهم للسداد والصواب، فنقول: أما ما ذكرت من الإنكار على كثير من الناس الإستغاثة بغير الله ودعوة غير الله.

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست