responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 48

وفي كلام له آخر: وأما تحذيرك إياي أن يحبط عملي وسابقتي في الإسلام، فلعمري لو كنت الباغي عليك لكان لك أن تحذِّرني ذلك.

وفي كتاب معاوية: فأن كنت أباحسن إنّما تحارب عن الأمرة والخلافة، فلعمري لو صحّت خلافتك لكنت قريباً من أن تعذر في حرب المسلمين.

وقد وقع هذا القسم بلفظ (لعمري) في كلام الصحابة والتابعين، في نثرهم وشعرهم كثيراً، بحيث يتعذر ضبطه.

وعن بعض أهل البيت أنّ واحداً من أصحابه حلف عنده: وحقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحقّ علي ما فعلت (كذا)، وأقرّه على ذلك.

وفي حديث طلحة: إن رجلاً من أهل (نجد) جاء يسأل عن الإسلام، فقال: أفلح الرجل ـ والله ـ إن صدق[1] .

وفي شرح مصابيح الطيبي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): أفلح الرجل وأبيه ـ والله ـ.

وحمل على أنها لم يرد بها حقيقة القسم، وإنما تجري على اللسان لمجرد التأكيد.

وروى نصر بن مزاحم[2] ، عن رجاله، عن عمرو بن العاص أنّه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية، وكان ذكره لأهل الشام قبل وقعه (صفين) بعشرين سنة فسمعه عبدالله ابن عمر العبسي، وكان أعبد أهل زمانه، فخرج ليلاً وأصبح في عسكر علي (عليه السلام)، فحدث الناس بقول عمرو، وقال شعراً:

والراقصات بركب عابدين له * إن الذي جاء من عمرو لمأثور

ما في مقال رسول الله في رجل * شك، ولا في مقال الرسل تحبير

ومن الشعر المنقول عن علي بن الحسين قوله:

((نحن وبيت الله أولى بالنبي)).

وكم للصحابة والتابعين من حلف بشيبة رسول الله، وضريحه وعينيه، وتربته، وليس هذا من القسم الحقيقي في شيء، إذ المراد مجرد التأكيد والتثبّت دون حقيقة القسم التي هي مدار القضايا والحكومات، وتدور عليها ما لزم من الكفارات.


[1] صحيح البخاري (كتاب الأيمان) حديث3؛ وسنن أبي داود (كتاب الصلاة) حديث1؛ سنن النسائي (كتاب الصلاة) حديث 4؛ سنن الدارمي (كتاب الصلاة) حديث 208.

[2] وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 343.

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست