responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 37

وروى عبدالله بن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ قتال المسلمين كفر[1] .

وعن إبن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن نسبة المسلم الى الكفر كفر[2] .

وعن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم[3] .

وعن ابن عمر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أمرت أن اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فأن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم، وحسابهم على الله[4] .

وعن أنس أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله[5] .

الى غير ذلك من الأخبار.

وليس غرضي أنه لا طريق للكفر سوى ذلك، ولكن يستفاد منها أنه بعد إظهار الشهادتين يبنى على الإسلام ما لم يعلم شيئاً ينافيه، ولا حاجة الى التجسس، بل نهى الله تعالى عنه.

وبيان الأمر على التحقيق: هو أنه قد علم أنّ لسان الشارع جارٍ على نحو لسان العرب، ففيه حقائق، ومجازات، وإستعارات، وكنايات، وخطابات، تشتمل على المبالغات، كما أنّ لساننا يشتمل على ذلك من غير إنكار، فأنّ الذنب إذا صدر من شخص وأردنا إستعظامه، صحّ لنا أن نسمّيه كفراً، وأن نسمي فاعله كافراً. ولا يزال ذلك يقع على مرور الأزمان من أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى هذا الآن، مع أنه ليس في ذلك إنكار، بل قد يعدّ من أفعال الأبرار، على أنّ كلّ من صدر منه ذنب ولو صغير، لم يف بجزاء نعم اللطيف الخبير.

فأطلاق الكفر لعله من باب الكفر ببعض النعم الذي هو كفر صغير.

على أنّ أنظار الأنبياء والأولياء ليس الى المعاصي، حتى يكون فيها صغير وكبير، بل إلى من عصاه الناس وهو اللطيف الخبير.


[1] صحيح مسلم: 1/81. (باب بيان قول النبي ـ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

[2] صحيح مسلم: 1/79. (باب بيان حال ايمان من قال لأخيه المسلم يا كافر).

[3] مسند أحمد بن حنبل: 2/465.

[4] صحيح مسلم: 1/53، حديث 36.

[5] النسائي (باب المناسك)، حديث 211.

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست