اسم الکتاب : منتهى المقال في أحوال الرجال المؤلف : الحائري، ابو علي الجزء : 1 صفحة : 76
و الأشبه كون المراد أنّهم أسندوا عنه (عليه السلام) و لم يسندوا عن غيره من الرواة كما تتبعت، و لم أجد رواية أحد من هؤلاء عن غيره (عليه السلام) إلّا أحمد بن عائذ، فإنه صحب أبا خديجة و أخذ عنه، كما نص عليه النجاشي [1]، و الأمر فيه سهل، فكأنه مستثنى لظهوره. انتهى.
و فيه أيضا تأمل، فإن غير واحد ممن قيل فيه: أسند عنه، سوى أحمد ابن عائذ رووا عن غيره (عليه السلام) أيضا، منهم: محمّد بن مسلم على ما ذكره ولد الأستاذ العلامة، و الحارث بن المغيرة، و بسام بن عبد اللّه الصيرفي.
و ربما يقال: انّ الكلمة: أسند بالمعلوم، و الضمير للراوي، إلّا أن فاعل أسند ابن عقدة، لأنّ الشيخ (رحمه اللّه) ذكر في أول رجاله أنّ ابن عقدة ذكر أصحاب الصادق (عليه السلام) و بلغ في ذلك الغاية. قال (رحمه اللّه): و إني ذاكر ما ذكره، و أورد من بعد ذلك ما لم يذكره [2]، فيكون المراد: أخبر عنه ابن عقدة، و ليس بذلك البعيد.
و ربما يظهر منه: وجه عدم وجوده إلّا في كلام الشيخ. و سبب ذكر الشيخ ذلك في رجاله دون الفهرست، و في أصحاب الصادق (عليه السلام) دون غيره [3]. بل و ثمرة قوله (رحمه اللّه): إني ذاكر ما ذكره ابن عقدة ثم أورد ما لم يذكره. فتأمل جدا [4].
[3] ذكرنا فيما سبق المواضع التي وردت الكلمة في حقهم، من أصحاب باقي الأئمة (عليهم السلام).
[4] و قد فصّل القول في معنى الكلمة و مدلولها و مواردها و معناها اللغوي السيد الجلالي في مقالته التي نشرت في مجلة تراثنا، العدد الثالث، السنة الأولى، تحت عنوان: المصطلح الرجالي «أسند عنه» ما هو؟ و ما هي قيمته الرجالية؟.
اسم الکتاب : منتهى المقال في أحوال الرجال المؤلف : الحائري، ابو علي الجزء : 1 صفحة : 76