و عدّ منهم في رياض العلماء: الشّيخ المقرئ الحافظ المحمود الحاجّ المعتمر شمس الحقّ و الدّين محمّد بن قارون [1].
و في الرّياض أيضا نقلا عن المجلسي في البحار عند ذكر كتابه الدّرّ النّضيد:
«و كثيرا ما يروي فيه الأخبار عن جدّه، و لكن لا يظهر منه أنّه يروي عنه أو عن كتابه» [2].
و ذكر صاحب الذّريعة أنّه يروي عن جدّه الأدنى عبد الحميد بلا واسطة [3].
و الظّاهر أنّه اعتمد في قوله هذا على ما نقله المجلسي عن كتاب الدّرّ النّضيد؛ فإنّه يقول في موضع آخر: «كان الدّرّ النّضيد هذا عند العلّامة المجلسي ينقل عنه ما يتعلّق بشهادة الحسين و خروج المختار، و ظاهر نقل المؤلّف عن جدّه روايته عنه سماعا لا نقلا عن خطّه، فلا وجه للتّرديد فيه» [4].
و ما وجدنا من روايته عن جدّه في مواضع من الأنوار المضيئة يؤيّد ما في الرّياض عن المجلسي (رحمه الله)؛ فإنّه يروي عنه بهذه الألفاظ: «ما رواه الجدّ السّعيد
محمّد بن مكّي العاملي الجزيني، كان عالما ماهرا فقيها محدّثا مدقّقا ثقة متبحّرا كاملا، جامعا لفنون العقليّات و النّقليّات، زاهدا عابدا ورعا شاعرا أديبا منشئا، فريد دهره، عديم النّظير في زمانه؛ روى عن الشّيخ فخر الدّين محمّد بن العلّامة، و عن جماعة كثيرين من علماء الخاصّة و العامّة ... و كانت وفاته سنة 786، اليوم التّاسع من جمادى الأولى؛ قتل بالسّيف ثمّ صلب ثمّ رجم ثم أحرق بدمشق ... بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة الشّام، و في مدّة الحبس ألّف اللّمعة الدّمشقيّة في سبعة أيّام، و ما كان يحضره من كتب الفقه غير المختصر النّافع».
[1]- انظر رياض العلماء: 4/ 126، و البحار: 52/ 70- 73.