روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 2، ص 104، ح 782)، قال: حدّثونا عن أبي بكر محمّد بن الحسين بن صالح السبيعي، قال: حدّثني الحسين بن إبراهيم بن الحسن الجصاص، حدّثني الحسين بن الحكم، حدّثني عمرو بن خالد، حدّثني أبو جعفر الأعشى، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين، قال: إنّي لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق فقالا: يا ابن رسول اللّه، جئناك كي تخبرنا عن آيات من القرآن.
فقال: و ما هي؟ قالا: قول اللّه تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا فقال: يا أهل العراق، و أيّش يقولون؟ قالا: يقولون إنّها نزلت في أمّة محمّد (صلى الله عليه و سلم).
فقال عليّ بن الحسين: أمّة محمّد كلهم إذا في الجنّة!! قال: فقلت: من بين القوم يا ابن رسول اللّه، فيمن نزلت؟
فقال: نزلت و اللّه فينا أهل البيت- ثلاث مرات- قلت: أخبرنا من فيكم الظالم لنفسه؟
قال: الّذي استوت حسناته و سيئاته، و هو في الجنة. فقلت: و المقتصد؟
قال: العابد للّه في بيته حتّى يأتيه اليقين. فقلت: السابق بالخيرات؟
فقال: من شهر سيفه، و دعا إلى سبيل ربّه.
و قال الحاكم: و به حدّثنا الحسين بن الحكم، حدّثنا حسين بن حسن، عن يحيى بن مساور، عن أبي خالد، عن زيد بن عليّ في قوله: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ- و ساق الآية إلى آخرها و قال:- الظالم لنفسه المختلط منّا بالناس، و المقتصد العابد، و السابق الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربّه.