responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناقب علی بن ابیطالب علیه السلام المؤلف : ابن مردويه الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 209

خروجه إلى صفين، فلمّا نزل بنينوى- و هو شط الفرات- قال بأعلى صوته:

يا ابن عباس أ تعرف هذا الموضع؟ قلت: نعم. قال: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتّى تبكي كبكائي. قال: فبكى طويلا حتّى اخضلّت لحيته، و سالت الدموع على صدره، و بكينا معه، و هو يقول: أوه أوه! مالي و لآل أبي سفيان؟ مالي و لآل حرب! حزب الشيطان، و أولياء الكفر، صبرا أبا عبد اللّه، فقد لقى أبوك مثل الّذي تلقى منهم.

ثمّ دعا بماء، فتوضأ وضوء الصلاة، فصلّى ما شاء اللّه أن يصلّي، ثمّ ذكر نحو كلامه الأوّل، إلّا أنّه نعس عند انقضاء صلاته ساعة، ثمّ انتبه فقال: يا ابن عباس، فقلت: ها أنا ذا.

قال: أ لا أحدّثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟

قلت: نامت عيناك و رأيت خيرا، قال: رأيت كأنّي برجال بيض قد نزلوا من السماء، معهم أعلام بيض قد تقلّدوا سيوفهم و هي بيض تلمع، و قد خطّوا حول هذه الأرض خطّة، ثمّ رأيت كأنّ هذه النخيل و قد ضربت بأغصانها الأرض، و هي تضطرب بدم عبيط، و كأنّي بالحسين سخلي و فرخي و بضعتي، قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، و كأنّ الرجال البيض الّذين نزلوا من السماء ينادونه، و يقولون: صبرا آل الرسول فانّكم تقتلون على أيدي شرار الناس، و هذه الجنّة يا أبا عبد اللّه، إليك مشتاقة، ثمّ يعزّونني و يقولون:

يا أبا الحسن، أبشر فقد أقرّ اللّه به عينك يوم القيامة، يوم يقوم الناس لربّ العالمين. ثمّ انتبهت هكذا، و الّذي نفسي بيده، لقد حدّثني الصادق المصدّق أبو القاسم (صلى الله عليه و آله) أنّي سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا. و هذه أرض كرب و بلاء يدفن فيها الحسين و سبعة عشر رجلا كلّهم من ولدي و ولد فاطمة، و أنّها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب و بلاء كما تذكر بقعة الحرمين، و بقعة بيت المقدس.

اسم الکتاب : مناقب علی بن ابیطالب علیه السلام المؤلف : ابن مردويه الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست