اسم الکتاب : مناقب علی بن ابیطالب علیه السلام المؤلف : ابن مردويه الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 113
131. ابن مردويه، عن عليّ (رضي الله عنه): أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) أراد أن يغزو غزاة له، فدعا جعفرا فأمره أن يتخلّف على المدينة فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول اللّه أبدا.
فدعاني رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، فعزم عليّ لما تخلفت قبل أن أتكلم، فبكيت، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): «ما يبكيك يا عليّ؟» قلت: يا رسول اللّه، يبكيني خصال غير واحدة، تقول قريش غدا: ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمه و خذله، و يبكيني خصلة اخرى، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل اللّه لأنّ اللّه يقول:
وَ لا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ[1] ... إلى آخر الآية، فكنت أريد أن أتعرض للأجر، و يبكيني خصلة اخرى، كنت أريد أن أتعرض لفضل اللّه.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): «أمّا قولك: تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه و خذله، فان لك بي اسوة، قالوا: ساحر و كاهن و كذاب، و أمّا قولك: أتعرض للأجر من اللّه، أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي؟! و أمّا قولك: أتعرض لفضل اللّه، فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن، فبعه و استمتع به أنت و فاطمة حتّى يؤتيكم اللّه من فضله، فإنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك». [2]
ح. قوله (صلى الله عليه و آله): عليّ مع الحق و الحق مع عليّ، علي مع القرآن و القرآن مع عليّ
132. ابن مردويه، عن عبد الرحمن بن سعيد، قال: كنّا جلوسا عند النبيّ (صلى الله عليه و سلم) في نفر
النعم، فلن أسبّه. سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول- و قد خلّفه في بعض المغازي، فقال له عليّ: يا رسول اللّه، تخلّفني مع النساء و الصبيان؟! فقال له:- «أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي ...».