responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : ابن المغازلي    الجزء : 1  صفحة : 206

فأقرّ به قلت له: حدّثكم أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيريّ سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه بن مبشّر، حدّثنا أحمد ابن سنان، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن أبي اسحاق، عن حبشيّ ابن جنادة، قال: سمعت النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: عليّ منّي و أنا منه و لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو عليّ‌ [1] .


قو الخطيب البغدادي فيما خرجه من الفوائد للشريف النسيب.

و من في قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : «علي مني و أنا من علي» للاتصال و أنهما متحدان كنفس واحدة من جميع الجهات، إلاّ أنه ليس بنبي كما قال الطيبي شرحا لقوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» مني خبر المبتدأ، و من اتصالية، و متعلق الخبر خاص و الباء زائدة يعني أنت متصل بي، نازل مني منزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي.

فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة، بل من جهة ما دونها و هي الخلافة.

(راجع شرح المواهب 3/70) .

توضيح ذلك أنهم حيث كانوا يريدون أن يخالفوا مع غيرهم للاتحاد و الوفاق بالنصرة و الموالاة قالوا: «الدم الدم. الهدم الهدم: أنت مني و أنا منك، أحارب من حاربت. و أسالم من سالمت» . فينعقد بينهما حق الموالاة و النصرة كما قال رسول اللّه لنقباء الأنصار حين بايعوه في العقبة الثانية حين قال ابن التيهان في كلام له: فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك اللّه أن ترجع إلى قومك و تدعنا؟فتبسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم ثم قال: «بل الدم الدم و الهدم الهدم: أنتم مني و أنا منكم أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم» أي ليس كما تظن:

بل أنا و أنتم متحدان من حيث النصرة و الدار: محياي محياكم و مماتي مماتكم: لا أفارق دياركم.

و قد استوفينا الكلام في شرح ذلك طي مقالة «حسين مني و أنا من حسين» مطبوعة بالفارسية في [ذكرى العلامة الأميني‌]1/305-348 من أرادها فليراجع.

[1] قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) : «علي مني و أنا منه و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي» قاله في موطن آخر اعتذارا لأبي بكر حين بعثه بآيات البراءة إلى المشركين، ثم أتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب منه فامض به إلى أهل مكة، فلحقه بالجحفة و أخذ الكتاب منه و رجع أبو بكر فقال:

يا رسول اللّه نزل فيّ شي‌ء؟قال: «لا و لكن جبرئيل جاءني فقال: «لن يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» و علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي» .

صرح بذلك القارئ في مرقاة المفاتيح 5/569 و زاد ما لفظه: كان الظاهر أن يقال: «لا يؤدي عني إلاّ علي» فأدخل «أنا» تأكيدا لمعنى الاتصال في قوله «علي مني و أنا من علي» و مثل ذلك قال المناوي في شرحه على الجامع الصغير: فيض القدير.

بل: من في قول جبرئيل (عليه السّلام) «لا يؤدي عنك إلاّ أنت أو رجل منك» أيضا للاتصال، و لذلك استند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حين اعتذر لأبي بكر بأن عليّا منه، و لا يؤدي عنه إلاّ علي، و على مثل هذا المعنى خرج المرزباني في شرحه على الحماسة 2/814 كلام‌

اسم الکتاب : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : ابن المغازلي    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست